الخميس، 27 مارس 2014

المواطنة الحقة :



الأوطان ليست إلا ثمرة عمل وجهود أبنائها، فحينما نطلع على حضارات مختلف الدول المتقدمة، فإننا ندرك جليا أن الحضارة المتفوقة ليست إلا نتاجاً لأناس مجتهدين حملوا هم وطنهم كي يغدو في مقدمة الصفوف و نبراساً للجميع، فبذلوا قصارى جهودهم حتى يحققوا المستحيل، و شمروا سواعدهم لبناء الأمجاد و البطولات، وما إستكانوا ولا وهنوا في تحقيق أهدافهم، ولم تثنهم الهموم والمصائب والإخفاقات عن مواصلة الليل بالنهار طمعا أن ينالوا فخر بناء وطن متقدم وسط غيره.


المواطن الحقيقي يعي أن دوره مهم في تحقيق رفعة وطنه، فلا ينتظر الأوامر بل تدفعه روح المبادرة لتقديم وبذل كل ما يستيطع في سبيل ذلك، فقد يكون صغير السن ولكن حماسه كبير، وقد يكون كبير السن ولكن عطائه متدفق، وقد تكون إمرأة ولكنها مربية فاضلة في بيتها و موظفة مثابرة في عملها، إنهم جميعا خلية نحل يجتهدون و يعملون فيبنون وينجزون، فهؤلاء هم المواطنون الحقيقيون.

يفرحهم أن يسمعوا خبرا يثني على إنجازات وطنهم على الصعيد العالمي والدولي، فترتسم البسمة على محياهم أن سعيهم قد أثمر، وأن إنجازهم قد غدا معروفا ونال التقدير من أرفع الهيئات والمنظمات العالمية، ولا تخلق فرحة الإنجاز في نفوسهم إلا شعلة تدفعهم نحو إنجاز آخر، فلا يتوقفون بل يخططون لعمل جديد فليس للراحة في جدول أعمالهم إلا النزر اليسير، ولا يرون في هذه الراحة إلا سبيلا لتجديد الطاقة للإنطلاق في العمل من جديد بهمة ونشاط و حيوية.

المواطن الحقيقي يدرك أن النجاح ليس عملا فرديا، ولكن جهود الجميع المتضامنة تحقق النجاح المنشود، ولذلك يتفاعل الفرد مع من حوله ويتعايش معهم لتحقيق الهدف، مهما كان أصله أو نسبه أو دينه أو مذهبه أو عرقه، فالله ميز هذه الحياة بالتمايز والإختلاف بين البشر، فكان الإختلاف مفيدا ومهما لتحقيق التكامل، فلو تشابه الجميع لبانت النواقص وغابت البدائل و فسدت الحياة، ولهذا يعي المواطن الحقيقي أن إساءة معاملة أخيه المواطن لكونه مختلفا عنه في أمر من الأمور لن يؤدي إلا لخراب ودمار الوطن، فالجهود المشتتة يهدم بعضها الآخر و يضعفه ويحبطه، ولا تحقق المطلوب منها.

فيا ترى ما الذي يمنع الإنسان من التعايش مع أخيه؟ وهل يحل الإختلاف غير الحوار الودي؟ ألا يعي المرء أن التعايش مهما كانت الإختلافات هو برهان حبه لوطنه؟ و أنه بالتعايش تحلو العيشة؟ نعم، اليمني الحقيقي يدرك ذلك، اليمني تستحق منا ذلك، فنكون أخوة في أسرة وقلب واحد.

منقوووووووووول بتصريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق