الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

ارحلوا جميعا لنبني دولتنا المدنية



كتبت الاخت / وميض شاكر في احدى تعليقاتها على حائط صفحتنا .. ما نعتبره كلاما ذو مضمون قوي وهادف .. و نستأذنها في وضعه كمنشور باسم الصفحة .. شاكرين تفاعل الجميع معنا :
أتابع هذه الأيام تعامل الاعلام الغربي والعربي لقتل القذافي وانتخابات تونس. ما خلصت إليه هو أن الخبر والتوجه الاعلامي فعلا يصنع التاريخ!

لقد أكد الغرب برمته على أن المهم هو مستقبل ليبيا لا ماضيها. هم بذلك لا يكترثون لجريمة قتل القذافي ولا لمحاكمة أو مراجعة ما قد مضى وما يمكن للشعب الليبي أن يقوله أو يقترحه لأجل بناء دولة عظيمة بمثل ثراء ليبيا وتاريخها.

والأمر نفسه بالنسبة لثورة تونس، فاجراء الانتخابات هو الخطوة الأهم للاعلام شرقه وغربه. لكن مالا يهم أبدا هو أن هذه الانتخابات أتت على نحو يحمي الرأسمالية وحلفائها الإسلاميون وويسمح لاضاعة هدف الثورة التونسية الأساسي في الخبر والحرية والكرامة الوطنية.

وفي اليمن، صارت الأزمة السياسية والمسلحة بين شقي النظام هي الصورة الرسمية للقضية وتوارت خلفها الثورة وأهدافها. حتى أن عبارة "الشعب يريد اسقاط النظام" قد اختفت منذ زمن طويل عن الساحات. وأخيرا يأتي قرار مجلس الأمن ليعزز ويروج لهذه الموجة. ولا يوازي هذا الأمر في طمس ثورة الثورات العربية وأهدافها- وخاصة في اليمن- أكثر من حملة توكل كرمان على شخص صالح. ولا أرى في حملتها إلا استهداف صالح باعتباره النظام الذي خرجت ملايين اليمنيين لاسقاطه. لقد شخصنت توكل النظام وهذا ما يفيد الغرب.

الغرب الذي وقف ضدالثورات اللاتينية ومنعها من أن تبني ديمقراطياتها بنفسها، يفعل الشيئ نفسه ضد الأمم العربية اليوم. لا، بل يخترع اسما منمقا لها ويقول "عصر الربيع العربي". ثم نردده نحن بكل طيبة. وبهذا الاسم تحصد جوائز نوبل. اليوم قال أحد المعارضين التونسيين على قناة البي بي سي: "نحن لا نعيش ربيعا عربيا بل خريفا عربيا فالأنظمة لم تسقط".

اعذروني على الاطالة، لكن ما أردت قوله باختصار هو ضرورة استيعاب الخطاب الاعلامي الموجه لمصائر الشعوب والموجه لصناعة سياستها وتاريخها. وهذا الاستيعاب يحتاج إلى وعي كافٍ ليس بخلفيات علاقات السلطة والمصلحة في الداخل والخارج، فهذا أمر كبير علينا، لكنه مستحب. ولكني أؤكد على ضرورة رفع الوعي بما تريده الشعوب العربية ومنها الشعب اليمني، ولماذا خرجت للشوارع وتجرعت الأحزان والمخاطر وقدمت التضحيات.

لذا فلا ضير من النشر والترويج والاعلام لصفحة "ارحلوا" فهذا أقل ما يمكننا فعله في مواجهة مكينة الاعلام الهائلة التي تصنع السياسة والتاريخ اوالأقدار بدلا عن إرادة الشعوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق