الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

رسالة إلى جامعة الدولة العربية ووزراء الخارجية العرب



السيد أمين عام جامعة الدول العربية المحترم
السادة وزراء الخارجية العرب المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن من دواعي أسفنا وحزننا أنه في الوقت الذي كنتم فيه مجتمعين لمناقشة الثورة السورية وقمع نظام حكم بشار الأسد لها بقتل السوريين وسفك دمائهم دون خشية من الله أو خشية من الناس في ذلك الوقت كان هناك نظام آخر يقوده علي عبدالله صالح في اليمن يواصل بوحشية حصد أرواح مواطنيه لا لشئ إلا لأنهم يطالبون بما طالبت به من قبل الشعوب العربية في تونس ومصر وليببا ، لن يجد المواطن اليمني سببا أو منطقا يبرر لاجتماعكم مناقشة الوضع في سوريا وتجاهله في اليمن. رغم أنه لم يعد خافيا على أحد ان هناك تماثلا بين البلدين في ثورة شعبيهما ودموية نظاميهما الحاكمين. واذا كان حظ اليمن من اجتماعكم التجاهل لا الجهل بحاله والتغافل لا الغفلة عن مأساته فإن ما خلصتم اليه في شأن سوريا مثل خيانة لدماء المواطنين الطامحين الى الحرية وشكل حماية لنظام فقد مبررات وجوده . إن قرارتكم بشأن سوريا هي محل استنكار منا وتنديد لأنها صمت آذانها عن صيحة الشعب السوري المطالب بالحرية. إن الموقف من سوريا ليس أقل سوءا عن صمتمكم غير الحكيم تجاه تضحيات الشعب اليمني. ولا يمكن للجامعة ان تتعلل أمام هذه الأحداث الكبرى والمقاتل اليومية للمواطنين بان الوضع اليمني يجري التعامل معه في إطار منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. ويبدو أن الجامعة نسيت الحقيقة الساطعة أن اليمن عضو في الجامعة وليس في مجلس التعاون الخليجي.
إنني من موقعي كواحدة من قادة الثورة اليمنية ومن مسؤوليتي كحائزة على جائزة نوبل للسلام هذا العام :
أعلن إدانتي التامة لموقف الجامعة العربية السلبي مما يجري في بلادي اليمن .
وأستنكر تجاهل اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد يوم الأحد السابع عشر من اكتوبر بالقاهرة لبحث الموضوع السوري، استنكر تجاهله بحث الموضوع اليمني. فليس هناك من يماري في أن ما يجري في البلدين هو ثورة شعبية على غرار ما جرى في تونس ومصر. وليت الاجتماع الذي خص سوريا بالذكر واليمن بالتجاهل انتهى الى ما يرضي السوريين إذن لخف المصاب في جامعتنا.
إنني أدعو الجامعة أن تصغي الى أصوات الشعوب والى صوت العقل والضمير فذلك جدير أن يهديها الى الحق عوض ان تنتهي الى هذا الاضطراب المفاهيمي بين ثورة وثورة وشعب وشعب. كيف بالله صح للجامعة أن تطلب تدخل مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين دون ان ترى في الشعبيين السوري واليمني من يستحق هذه الحماية.
السيد الأمين العام ، السادة وزراء الخارجية العرب:
لم يعد خافيا على الاقل في بلاد الثورات العربية أن الجامعة ما عادت تعبر عن نظام عربي واحد ايما كانت حسناته ومعايبه ولكنها أصبحت متنازعة بين حالة ثورية هناك من يريد قبرها والقضاء عليها وبين ونظام قديم راعه تساقط أعمدته فهو في حالة من الدفاع عن نفسه أولى مقتضياتها الانحياز للأنظمة المهددة بالسقوط وتمجيد بنادقها القاتلة لأن حرية الشعوب وكرامتها وحقها في إدارة شأنها العام لم تكن يوما من شواغل هذه الأنظمة. والمحزن في هذا كله أن الجامعة العربية لا يمكن ان تعبر في لحظتها الراهنة عن مصالح الشعوب العربية تماما كما لم تفعل من قبل..لكن ان تصمت في وجه القتلة وهي تنظر في عيون الضحايا فذلك مخجل ومشين.

إنني أناشدكم بوصفكم مثقفين عرب قبل أن تكونوا مسؤولين أن تنضموا الى الشعوب في كل من اليمن وسوريا وتستدركوا موقفكم الخاذل لهم فالتاريخ لا يرحم وأهم من ذلك أن الشعوب قد عزمت وتوكلت فلا رجعة عن ثوراتها حتى يرحل الطغاة ويحاكموا وتعود للاوطان وأبنائها كرامتهم المسلوبة

توكل عبد السلام كرمان
القيادية في الثورة الشبابية الشعبية السلمية
الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011

الدوحة - قطر
18-10-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق