الأحد، 30 أكتوبر 2011

حجة: عشرات الآلاف يتظاهرون للتنديد بالحصار الجماعي وانعدام الخدمات الأساسية

تظاهر عشرات الآلاف من أبناء محافظة حجة، ظهر جمعة «وما النصر إلا من عند الله» للتأكيد على ضرورة الحسم الثوري، والمطالبة بمحاكمة صالح، وإحالة ملفه إلى محكمة الجنايات الدولية.

وندد المتظاهرون بمواصلة فرض العقاب الجماعي على الشعب اليمني، رافعين لافتات منددة بانقطاع الكهرباء والمشتقات النفطية وغلاء الأسعار.

وأكد المتظاهرون أن الثورة منتصرة وأن المسيرة متواصلة حتى النصر وتحقيق كامل أهدافها، مؤكدين رفضهم منح صالح أي حصانة من المحاكمة.

وعقب المسيرة أحيا عشرات الآلاف من أبناء حجة صلاة جمعة «وما النصر إلا من عند الله» بساحة الحرية بميدان حورة.

تعز: تواصل القصف على الأحياء السكنية، ومقتل شاب برصاص قناصة بحي زيد الموشكي (صور)

شهدت مدينة تعز اليوم السبت، قصفا واشتباكات متقطعة، في بعض الأحياء السكنية في المدينة، وقالت مصادر محلية بأن الشاب علي ناصر الذباحي (16 عاما) قتل الليلة برصاص قناصة في حي زيد الموشكي بوسط المدينة.

وكانت مدينة تعز شهدت نهار اليوم السبت هدوءا نسبيا، حيث خرج الآلاف من سكان المدينة في مسيرة احتجاجية للتندي بالقصف الذي تتعرض له المدينة منذ عدة أيام.

وقالت مصادر محلية بأن سكان شارع فرزة صنعاء تعرضوا للتهديد من قبل قوات صالح جراء استقبالهم لمسيرة مرت بشارع فرزة صنعاء بالورود والمياه، وأضافت المصادر بأن قوات صالح اتهمت سكان المنطقة باقتناء السلاح في منازلهم، وهددت بقصفهم مساء اليوم.

"ارحلوا بصراعِكمُ النَّتِنْ.. ليعيش الشعبُ والوطنْ":



أيها اليمنيون الشرفاء الأحرار، ذكوراً وإناثاً، مقيمين ومغتربين، مستقلين ومتحزبين، شماليين وجنوبيين، حراكاً وحوثيين، ثواراً على النظام ومحايدين أو أنصاراً له "إلا من تلطّختْ يداه بدمٍ أو فسادٍ عظيم"..

إنه لا يخفى على أحدِكم ما يعانيه شعبنا اليوم من آلامٍ ومصائب أحاطت به من كل جانب نتيجةَ تشبّثِ نظام الفساد بالسلطة وإصرارهِ على الانتقام من شعبنا بشتى ألوان العذاب، وبأقسى أشكال العقاب الذي لم يسثنِ أحداً منّا حتى أنصارَه، وما وصَلتْ إليه ثورتنا الشبابيةُ من تعليقٍ بين السماء والأرضِ نتيجةَ تسييسها أولاً وعسكَرَتِها ثانياً، ذلك التعليق الذي أدخلَ بلدَنا الحبيب في نفقٍ مظلمٍ لن يصلَ بها وبنا إلا إلى الهاوية التي لن تقوم بعدها لنا قائمة..

إنّ ما يجري في ساحتنا اليوم لا يعدو كونَهُ صراعَ مصالح سياسيةٍ وشخصيةٍ وطائفية لا يمتّ إلى مصلحة الشعب والوطن بصِلَةٍ رغم أن الشعب هو المتضرر الوحيد منه.. مع العلم أن أطراف هذا الصراع المقيت وقياداته مستفيدةٌ منه كل الإستفادة بما فيهم نظام علي صالح، لأنه نظام فسادٍ وليس نظام دولَة، وأنظمة الفساد تستفيد من أجواء عدم الاستقرار أكثر من استفادتها من أجواء الاستقرار، فها هو اليوم ينهب ثروات البلد ويستنزفها أشدّ استنزاف دون رقيب أو حسيب، وربما كان قبل الثورة شيء من رقابةٍ، وحتى الفتات الذي كان يلقيه للشعب قبل الثورة امتنع عن إلقائه كإجراءٍ من إجراءات العقاب الجماعي الذي يمارسه علينا..

إن الخوضَ في تفاصيل ومقدماتِ وأسباب الواقع الذي نعيشُه اليوم ليس مجدياً، إذ أنني لن أكون أعلمَ ولا أعرف من أحدكم بشيء من ذلك، إنما أردتُ أن أذكّرَ نفسي وإياكم أننا كشعبٍ يمنيّ واحد يتكلم لغةً واحدةً ويؤمن بدين واحدٍ سنكون المسؤولين الوحيدين أمام الله والتأريخ والأجيال القادمة عن هلاك اليمن ومستقبلها لا سامح الله، وأننا المعنيون فقط لا غير بحل مشكلتنا اليوم التي ننتظر أن ينزلَ علينا حلها من السماء أو أن يأتي إلينا من رسُل الخليج أو الأمم المتحدة..

حتى متى سنظل نكذب على أنفسنا، ونلقي باللائمة على غيرنا، المشكلة أوضح من قرن الشمس وهي تحولُ الثورة إلى أزمة سياسةٍ بين النظام والمعارضة وإلى أزمةٍ عسكريةٍ بين خصمين اثنين احدهما لقبُه صالح وليس بصالح والآخر لقبه محسنْ وليس بمحسن.. وحلّ تلك المشكلةِ أيضاً واضحٌ بقدر وضوحها، ألا وهو تفجير الثورة على جميع قيادات الصراع السياسي والعسكري الذين يجرّونَ البلدَ إلى الهاوية..

أسألُكم بالله الذي يقصده الحجيج هذه الأيام بقولهم لبيك اللهم لبيك، هل هانت علينا اليمن إلى هذا الحد الذي نراها فيه تموت أمام أعيننا وتنجرف يوماً بعد يومٍ إلى هاوية سحيقةٍ من الصراع الذي لن يتركَ بيتاً إلا وهتك عرضَه واستباح حرمته ونظل مع ذلك متشبثين بمصالحنا الحزبية أو الشخصية أو الطائفية ومقدمين لها على مصلحة الشعب بأكمله والأجيالِ القادمة جمعاً، والله إن هذه لجريمةٌ أعظم عند الله من القتل، لأنه رضىً بالفتنة "والفتنة أكبر من القتلُ"..

أمّا إذا كنا بعد جرأتنا للخروج على السلطان نفسه لا نجرؤ أن نخرج على من هم دونه منزلةً ومن كانوا شركاء له أو متسترين عليه في الفساد، فوالله إن ذلك عين النفاق الذي لن ينصرنا به الله على الباطل ولو كنا أصحاب حقِّ..

فلنتقي الله في أنفسنا وفي شهدائنا وجرحانا وفي نسائنا وأطفالنا وفي أجيالنا القادمة التي خرجنا لتحديد مصيرها بين خيارات الذل والعز، والفقر والغنى، والحرية والعبودية، ولنرحم هذا الشعب وهذا الوطن بكلمة حقٍّ نقولها في وجه جميع المتسببين لهما بكل هذا الشقاء، ألا وهي كلمة "ارحلوا بصراعكُمُ النَّتِنْ.. ليعيش الشعبُ والوطنْ".. وإنها لكلمةُ حقٍّ ستكون أول بركاتها توحيد صفِّ شعبنا العظيم الذي انشقّ على نفسه متفرّقاً بين أطراف الصراع تلكَ..

لقد قاربَ عمر ثورتنا الشبابية المباركة على بلوغ التسعة أشهر، وهو عمر حملِ الجنين في أرحام الأمهات، فإذا احتسبنا بدقةٍ ذلك العمر من تأريخ الحادي عشر من فبراير واعتبرنا الفترة الماضية فترة اكتمال جنين الثورة ونضوجها، فسيكون يوم ولادتها الحقيقي بتأريخ الحادي عشر من نوفمبر القادم ( 11/11/11م)، وهو يوم جمعةٍ مباركة، ويوافق الخامس عشر من شهر ذي الحجة المبارك والذي تُختتم فيه شعائر الحج، بل إذا جمعنا أرقام اليوم والشهر والسنة لهذا التأريخ سنجد ناتجها 33 وهو عدد سنوات حكم علي صالح، ولا أظن اجتماع هذه الأسرار في هذا التأريخ صدفةً وإنما هي علاماتٍ يومٍ ميمونٍ ومباركٍ على ثورتنا وشعبنا إن شاء الله..

فلنجمِعْ أمرَنا قبلَ أن نحسمَه، ولنتحمل مسؤوليتنا التأريخية التي لا مفرّ لنا من تحمّلها إمّا طوعاً فيكون لنا شرف الدنيا والآخرة، وإما كرها فيكون علينا خزي الدنيا وعذاب الآخرة.. ولنعدَّ عدّتنا اللازمة لجعل هذا التأريخ الميمون (الجمعة 2011/11/11م) يوم اكتمالِ ثورتنا المباركة ويوم تصحيح مسارها الذي انحرفَتْ عنه ويوم اتحاد صفِّ الشعب بعد انشقاقه، وكل ذلك بمجرّد أن نضيفَ واو الجامعة إلى شعار "ارحل" ليصبح شعار ثورتنا "ارحلوا" ولتكون تلك أعظمَ وأشرَفَ وأقدسَ وأصدقَ واو جماعةٍ قيلتْ في التأريخْ.. ووالله أنني لا أشكّ قيد أنمُلة أن النصر لهذه الثورة والفرج لهذا الشعب مختبئانِ بينَ طيّاتِ تلك الواو التي لم نجرؤ على قولها بعدُ..

وكما قلتُ وظللتُ أقولُ منذ شهر إبريل، أعود قائلاً:

يا أيها المتصارعونَ بنا على أحلامنا..
لا زلتمو شُركاءَ في إيلامِنا.. شُركاءَ في إيهامِنا
فكفاكُمو كذباً، لأنّا لم نعُدْ نتحمّلُ
ما عاد بين وجوهِكم وجهٌ لدينا يُقبَلُ
فلتخجلوا، ولتحمِلوا سَوآتِكُم عنّا جميعاً..
.
.
.
وارحلوا


"وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"

النصر والعزة للثوار الأحرار
والمجد والخلود للشهداء الأبرار

الخميس، 27 أكتوبر 2011

تعز: تظاهرات تطالب بإحالة ملف صالح إلى الجنايات الدولية والنظام يُشرع إلية جديدة ضد أبناء المحافظة



قناة اليمن الثورية: متابعات: خرجت صباح اليوم بمحافظة تعز اليمنية مسيرات حاشدة منددة بـ"جرائم" القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح في تعز و صنعاء وأرحب ومطالبة المجتمع الدولي بتقديم الرئيس صالح ورموز نظامه للمحكمة الدولية .

وشارك مئات الآلاف في مسيرة حاشدة خرجت من ساحة الحرية وجابت شوارع بمدينة تعز مرددين الهتافات المنددة بالقصف المدفعي الذي تتعرض له المدينة من قبل القوات الموالية لصالح ,معتبرين ما تقوم به هذه قوات جرائم حرب ضد الإنسانية , وطالبوا مجلس الأمن الدولي بإحالة ملف علي صالح وأركان النظام إلى محكمة الجنايات الدولية.

ونفذا المتظاهرون وقفات احتجاجية إمام جبل حرة وفي المسبح و حي الروضة احتجاجا على استمرار قصف هذه الإحياء والتضامن مع المنازل التي تعرضت للقصف

وقامت قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في المجمع القضائي-جبل جره-بتوجيه الدبابات على المتظاهرين السلميين اثناء مرورهم ووقفتهم الاحتجاجية امام الجبل .

وفي مديرية - شرعب السلام- مسقط رأس المحافظ الصوفي خرجت تظاهرات طلابية ونسائية حاشدة وغير مسبوقة شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء المديرية منددين بالقصف الذي يطال مدينة تعز, مطالبين بتقديم صالح إلى المحكمة الدولية جراء " الجرائم" التي ارتكبها بحق اليمنيين .

وشهدت مدينة دمنة خدير تظاهرة سلمية شارك فيها الآلاف نددت بالمجازر التي ارتكبتها قوات صالح وأبنائه بحق أبناء وأحياء مدينة تعز والمتظاهرين السلميين في صنعاء , مطالبين بسرعة الحسم الثوري وإسقاط النظام وإنهاء حكم الرئيس صالح .

وكان المشاركون في هذه المسيرات قد حملوا لافتات تعتبر النظام الذي يقتل النساء والأطفال نظام لا يستحق البقاء

وجددت القوات الموالية لصالح الليلة الماضية قصفها المدفعي للأحياء السكنية في مدينة تعز استمرنحو 6 ساعات متواصلة .

وشنت القوات المتمركزة في مستشفى الثورة والمعهد العالي للعلوم الصحية قصفا على أحياء المسبح الروضة وزيد الموشكي وكلابة وأحياء مجاورة لساحة الحرية خلف إضرار مادية جسيمه

وقصفت الثكنة العسكرية ألمرابطه بالقصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي ودبابات ومصفحات متمركزة قرب فرزة صنعاء حي الشماسي واستهدفت منازل ومساجد في الحي وخلف أضرار كبيرة باالمنازل والممتلكات

وقالت مصادر محلية لـ "التغيير" ان مناطق في شارع الستين والخمسين شمال مدينة تعز تعرضت لقصف بقذائف الهاون والدبابات أدى إلى تضرر منازل مواطنين في الهشمة .

وأفادت معلومات بأن مواجهات اندلعت بعد منتصف ليل أمس بين انصار الثورة وقوات صالح بالقرب سوق الجملة امتدت الى حوض الاشرف ومستشفى الثورة واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى.

وتحدثت أنباء عن وصول قاطرة محملة بصواريخ "لو" إلى القصر الجمهوري من معسكر الجند التابع للحرس الجمهوري، قالت معلومات انها استخدمت في قصف ليل أمس و الليلة قبل الفائتة .

وعلم "التغيير" من مصادر مطلعة بديوان محافظة تعز إن المحافظ عقد اجتماع بالمجلس المحلي وقيادة المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني بالمحافظة لتدارس تفعيل ما يسمى باللجان الشعبية بالأحياء .

وطبقا للمصادر فان الاجتماع اقر توزيع الأسلحة على هذه اللجان في حارات المدينة والقيام بإعمال ضد الثورة والمؤيدين لها وبمساندة الاحهزة الأمنية .

ونفى المصدر صحة ما تناقلته وسائل الإعلام الرسمية حول الاجتماع او انه كرس لمعالجة أسباب التوتر بمدينة تعز بقدر ما كان تفعيل تصعيد العنف ضد الثورة والثوار حد قوله خصوصا مع تراجع التأييد الشعبي للنظام اثر اعمال القصف و الدمار والقتل الذي تتعرض له تعز.

وكان جنود تابعين للقوات الموالية لصالح قد زاروا بعض المنازل المتضررة من قصف ليلة أمس في جبل الشماسي وجوار جامع الحسين وحاولوا إقناع المواطنين بأن الموالين للثورة هم من فصفوا منازلهم في سابقة جديدة تنم عن إفلاس أخلاقي وصل إليه النظام

اللجنة التنظيمية للثورة تجدد رفض المبادرة وتعتبرها مجرد حصانه "لصالح" لا تلبي مطالب الثوار.



في لحظة عزٍ وشموخٍ وعنفوان تعلن عن ميلاد عهدٍ جديدٍ للأمة العربية الواحدة والتي تسطر فيها جماهير الأمة من المحيط إلى الخليج أروع صفحات المجد في ربيعنا العربي الذي أطل ألق نوره من الجسد المتوهج لأسطورة الثورة العربية وملهمها الشهيد محمد البوعزيزي وليعلن شباب الأمة عن ميلادٍ جديدٍ لتونس الخضراء والتي حملت رياح التغيير إلى مصر الكنانة ومنها إلى ليبيا الكرامة والتي توجت معركتها في التحرر بنصرٍ بطولي للشعب الليبي الذي ناضل ضد النظام العائلي لمجرم العصر وطاغية الزمان معمر القذافي وليثبت أبناء ليبيا أنهم شعبٌ عظيمٌ ينتمون إلى أمةٍ عظيمة .
يا عناوين الكرامة في ساحات الحرية وميادين التغيير :
إننا في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية نرى في حرية الشعب الليبي العظيم مناسبة لنقف إجلالاً وإكباراً للشعوب العربية التي خاضت معركة الحرية والكرامة وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى لتثبت أن مهر الحرية غالٍ وأن ضريبة الدم لا يدفعها إلا من يقدر شرف الحياة وهي الحقيقة التي أثبتت للعالم أجمع أن الأمة العربية من المحيط إلى الخليج هي أمة عظيمة صنعتها الآلام العظيمة وهي الآلام التي غرستها قوى الاستعمار والاستكبار العالمي ومن ورائها قوى الاستبداد في قلب الأمة وهي تعمل على تمزيقها ليقف اليوم كل عربي مع نفسه واقفاً أمام وسائل وأساليب التغيير التي تتكافا شرفاً مع الأهداف التي نؤمن بها ونناضل في سبيل الانتصار لها وفي مقدمتها الانتصار لقيم الحرية والعزة والكرامة وهي القيم التي خرج لأجلها شعبنا اليمني الصامد والمرابط في الساحات ومقدماً للتضحيات الكبرى في سبيل إسقاط النظام العائلي والديكتاتوري ولبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة .

يا جماهير شعبنا اليمني العظيم :

إننا في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية لنؤكد على موقفنا الثابت والرافض للتعامل مع المبادرة الخليجية والتي أقرها قرار مجلس الأمن الدولي بشان اليمن وهو القرار الذي سنتعامل مع الجوانب الإيجابية التي تضمنها القرار والتي تؤكد على حق التظاهر واحترام حقوق الإنسان ونبذ العنف وإدانة قتل المدنيين مع تأكيدنا على رفضنا للمبادرة التي تمنح الحاكم حصانة من العقاب على جرائمه ولا تلبي مطالبنا في الحرية والكرامة والدولة المدنية وفي هذا الصدد فإننا نطالب المجتمع الدولي بمواقف أكثر صرامة في التعامل مع نظام صالح الإجرامي الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب من خلال قصف المدنيين وقتل المعتصمين سلمياً وقطع الخدمات الرئيسية كالماء والكهرباء ولهذا فإننا نجدد دعوتنا إلى فرض عقوبات على نظام صالح وإلى تجميد أرصدته حول العالم كما ندعو المجتمع الدولي أن يسارع اليوم قبل الغد إلى نقل ملف جرائم صالح إلى محكمة الجنايات الدولية ونؤكد للعالم أجمع أن أي تأخير في ذلك سيكون سبباً في ارتكاب المزيد من الجرائم والتي من شأنها أن تهدد الأمن والسلام العالميين من خلال سلوك العصابات الاجرامية لصالح والتي تسعى إلى تحويل اليمن إلى منطقة حرب وصراع دائم .

أيتها الثائرات الحرائر .. أيها الثوار الأحرار :

إننا في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية لنقف إجلالاً وإكباراً أمام وعي ونضج الثوار وهم يحافظون على الطابع السلمي للثورة في وجه الجرائم البشعة التي يرتكبها صالح وعصاباته بحق أبناء الشعب اليمني ونقولها وبالفم المليان إننا بسلمية ثورتنا وصمودنا الأسطوري أمام آلة القتل والفتك لنضع الثورة أمام استحقاقاتها لأننا ندرك أن سلمية الثورة هي السبيل والضامن الوحيد لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة مؤكدين أننا لم ولن ننجر إلى حمل السلاح لأننا نؤمن أن عظمة الثورة اليمنية في سلميتها ووطنيتها على اعتبار أنها لم ترتهن إلى أي قوى خارجية ولم ترتهن سوى إلى هذا الشعب الصابر والصامد والمؤمن بقضيته التي يناضل من أجلها كما نؤكد أننا سنظل أوفياءً لدماء الشهداء التي أروت شجرة الحرية والكرامة وأوفياءً للجماجم التي شيدت بنيان اليمن الجديد والذي نتطلع إليه والدولة التي نحلم ببنائها وهي الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة .

المجد والخلود للشهداء .. الشفاء للجرحى .. الحرية للمختطفين ,,

وإنها لثورة حتى النصر ,,

صنعاء 27/10/2011م

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

ملامح غامضة لصالح بقلم/ هاني غيلان



ملامح غامضة لصالح بقلم/ هاني غيلان  
يقال أن (نرجس) الذي سميت (النرجسية) تيمناً به لقي حتفه وهو يرمى بنفسه في الماء وراء إعجابه بنفسه وجماله، و (نمرود) الذي ادعى بأنه إله دخلت ذبابة إلى أنفه فأردته قتيلاً، و(نيرون) إمبراطور روما نحر عنقه ليموت أسوا ميتة، و(هاري ترومان) الرئيس الامريكي الاسبق - الذي أعطى الأوامر لإلقاء قنبلتين نوويتين علي مدينتي هيروشيما وناجازاكي باليابان مما أسفر عن مصرع مئات الالاف - يقال أنه كان مهووساً ومختلاً عقلياً، أما شاه إيران - الذي أباد ستين ألف فتى وفتاة من طلبة الجامعة في محاولة لردع ثورة الطلاب ضده - فقد كان مصاباً بإنفصام الشخصية، وها هو (هتلر) - الذي كان مصاباً بـ (التعصب الأعمى) فحول العالم كله إلى جحيم بعد أن أوقع به في براثن (الحرب العالمية الثانية) التي راح فيها عشرات الملايين من الضحايا والأبرياء - لا أحد يعلم حتى الآن تفاصيل إنتحاره !! كما يقال أن المحن تكشف عن معادن الرجال وأن الشدائد تظهر وجوههم الحقيقية، فالثورات العربية المعاصرة أوضحت لنا بجلاء جوانب أخرى من شخصيات رؤسائنا لم نكن نعرفها عنهم أو نتوقعها منهم من قبل، فرأيناهم ينتهجون سلوكيات إجرامية غاية البشاعة يترفع عنها زعماء العصابات الدموية، ولا يدل ذلك إلا على ميول عدوانية عنيفة ونفسيات مريضة جداً.. فالتضحية بأرواح المئات بل الالاف من شعوبهم في سبيل البقاء في الحكم، أو للمضي قدماً في مشاريعهم التوريثية مؤشر على (أنانية مفرطة) تحول بينهم وبين مجرد التفكير في ترك الحكم والعيش بسلام كمواطنين عاديين - كما يفعل غيرهم من رؤساء العالم ذوو الشخصيات السوية - ولكنه جنون العظمة والإستسلام لإيحاءات ذواتهم المتغطرسة التي تزين لهم بأنهم متفوقين وإستثنائيين ويمتلكون قدرات خارقة تؤهلهم لقيادة العالم أجمع وليس فقط أقطارهم اللاتي يحكمونها، وهو ما يمنعهم من رؤية الأمور بشكل موضوعي وسليم، والدليل على ذلك ما يردده أولئك الزعماء مراراً بأن تركهم للسلطة سيجلب لبلدانهم وللعالم الويلات، وإعتقادهم الجازم بأن شعوبهم الغبية لا يمكنها بأي حال الإستغناء عن طلتهم البهية، فبقائهم على الكرسي برأيهم هو بقاء للوطن بأكمله، بقاء للأمن والإستقرار والتنمية، ورحيلهم يعني إنهيار كل شيء.. أما خروج تلك الملايين وإعتصامها بالشارع فلا يدل بزعمهم إلا على مؤامرة دنيئة تخطط لها أطراف خارجية وتنفذها أياد داخلية حاقدة وحسودة - وعاقبتها الفشل بالتأكيد وحينها ستعود المياه إلى مجاريها - مما يدعوهم إلى وصف معارضيهم بأبشع الصفات فهم ثعابين وجرذان وحيات وعقارب، وخونة وعملاء، مما يبرر إستخدام أبشع صور القمع الوحشي ضدهم للقضاء على تلك المؤامرة المزعومة.. أما (مظاهرات الدفع المسبق) التي تحشد من حين لآخر للهتاف بحياتهم فهي - وحدها - مسيرات عفوية وسلمية وحضارية ومرخص لها تعكس حب الشعب ووفاءه للقائد الرمز...!! لذا لا بد من التأكيد على ضرورة إعداد بحوث متخصصة متأنية لدراسة صحة رؤسائنا النفسية والعقلية، خاصة أولئك الذين إستمروا في الحكم عشرات السنين - حيث باتوا أكثر من غيرهم عرضة للإصابة بتلك الأمراض كما يقول المختصون - وبالأخص في بلد مثل (اليمن) يقبض فيه الرئيس على كل مفاصل الدولة، بإشارة من يده تتحرك الجيوش وتقصف الطائرات وتسن القوانين وتًعدل الدساتير وترسم السياسات وتُغير الحكومات، وهو ما يجعل مصير الوطن بأكمله وحياة الملايين على كف عفريت !! ولنتحرى الدقة والموضوعية، فإن شخصية صالح تختلف عن غيره من الديكتاتوريين الآخرين - الذين أفرزتهم الثورات الراهنة على السطح - من عدة وجوه فهو: 1ـ ذو شخصية كاريزمية بسيطة ومميزة: يحب الظهور ولفت الأنظار ويتعمد الخروج عن المألوف وإلقاء التصريحات النارية والخطب العصماء، يضايقه الإطراء والمديح الزائدين، كما أنه موهوب جدا في كسب الاخرين وتعاطفهم، يتعامل مع الناس بأريحيه، يمتلك حس الفكاهة والنكتة والظهور بمظهر الريفي المحافظ على عاداته والمتمسك بالتقاليد والأعراف الأصيلة.. كما أنه يحاور ويسمع ويتقبل النقد بصدر أوسع من غيره – حتى نكون منصفين - ولكنه لا ينفذ إلا ما يراه هو، فالحوار معه عقيم ومضيعة للوقت، وتقديم النصيحة له لا جدوى منها، فهو يعتبر الحوار فرصة لكسب الوقت، ينتهي بفرض شروطه وإرادته، ويؤمن بأن الصحافة وحرية القول وسيلتان للتنفيس فقط.. 2ـ ردود الأفعال العشوائية والغير مدروسة تجاه المستجدات والأحداث: وهي من السلبيات الملازمة له خلال فترة حكمه، فخطاباته الإرتجالية دائماً ما تكون مليئة بالمغالطات، وذاكرته التي يعتمد عليها في سرد الأحداث القديمة دائماً ما تجير الوقائع لصالحه، رايناه مثلا خلال حرب الخليج يتسرع بالانحياز كلية للنظام العراقي الأمر الذي دفع ثمنه ملايين اليمنيين المغتربين وسبب كارثة للإقتصاد الوطني، ودهشنا به في بداية الأزمة يتسرع بإتهام أمريكا وتل أبيب بالتآمر عليه ثم يتراجع بعدها ويقدم إعتذاره، وسمعناه قبل أشهر يتخذ قراراً فجائياً بحل الحكومة وتكليفها بتسيير الأعمال، ولا يقوم بتعيين حكومة بديلة حتى الان.. ورغم ذلك فهو سياسي من طراز رفيع، خبير بإدارة الأزمات أو لنقل (الإدارة بالأزمات) وإستغلال التناقضات داخل المجتمع لمصلحته، وإن كان لا يمتلك رؤية مستقبلية واضحة تؤهله لقيادة مشروع وطني بعيد المدى ينهض بالبلد ويحل المشاكل المستعصية والمتفاقمة.. 3ـ لا يحب المواجهة: لم يكرر أخطاء من سبقه من الرؤساء، وتعلم من تجاربهم : فلم يهمش القبيلة تماماً ويغيب دورها ويقصي المشائخ والوجهاء ولكنه شجع على التناحر القبلي والتعصب والثارات، لم يصطدم برجال الدين ويحاربهم لكنه عمل بالمقابل على تكريس الفرقة والإنقسام بين العلماء، لم يمنع الحزبية ولكنه سعى لتفتيت الأحزاب إلى كيانات صغيرة متناحرة وضعيفة، كما أنه شديد الإرتياب وكثير الشك وحذر جداً عندما يتعلق الأمر بأمنه وسلامته الشخصية، ولهذا فقد إستطاع الإستمرار في الحكم لفترة طويلة مقارنة بمن سبقوه، وهذا يدل أيضاً على ذكاء فطري برغم أنه لا يمتلك أي شهادة عليا ولم يتلقى أي تعليم يذكر، لهذا نراه يحقر من شأن الأدباء والصحفيين والمثقفين لتعويض شعوره المرضي بالنقص.. 4- نجح في إنشاء حزب يرأسه، ولكنه فشل في بعث الحياة والروح لهذا الجسد الذي بقي ميتاً – مجرد ديكور هش بعيد عن الواقع لا نراه إلا في المناسبات والإنتخابات - يفتقر لخط سياسي ونهج فكري واضحين، الأمر الذي جعله أقرب إلى مزار للدراويش والمنتفعين وأصحاب المصالح أكثر من كونه حزب سياسي!! وبالرغم من الحروب الطاحنة التي حدثت في العهد الصالحي إلا أن الإستقرار والأمان ظلا موجودان إلى حد ما، بينما عانى المواطن بالمقابل من الغلاء والفقر وإنتشار البطالة وتفشي الأمية والأمراض، ناهيك عن إنعدام الخدمات الأساسية وغياب دولة المؤسسات والقانون التي تحافظ على نفسها وتستمر من بعده (برلمان قوي وفاعل، قضاء نزيه وعادل، جيش وطني متماسك، ومنظمات مجتمع مدني فاعلة).. 5- السيطرة المطلقة على أسباب القوة ومصادر المال: وإنتهاج سياسة (العصا والجزرة) عبر الترغيب والترهيب لمعارضيه، والإغراء بالمال والمنصب وشراء الذمم و تدبير الإغتيالات للخصوم، وإختزال كل السلطات في شخصه وفي يد أقاربه وحاشيته، ليستمر طويلاً في سدة الحكم عبر اجهزة بوليسية قمعية تراقب المواطنين وتحصي عليهم أنفاسهم، كما همش المخلصين والوطنيين والشرفاء وسعى لتشويههم وإبتزازهم - سواء كانوا أساتذة جامعة أو موظفين أو تجار أو سياسيين أو عسكريين - وأشاع ثقافة الإنتهازية والإنفلات في المجتمع، وشجع على نهب المال العام – لقناعته ربما أن الغارقين في الفساد والمنتفعين وأصحاب المصالح الضيقة يسهل تسييرهم والتحكم بهم والضغط عليهم - وبدلا من البدء بإتخاذ خطوات جدية لإصلاح الأوضاع المنهارة ومكافحة الفساد المستشري وإهدار لمال العام يتم التمويه غالباً بإصلاحات شكلية غير مؤثرة.. 6- تقلب المزاج وعدم ثبات السياسات: فحليف الأمس لديه عدو اليوم، يقدم الوعود ويتكلم كثيراً ولا يفي بوعوده مطلقاً، فنجده مثلاً خلال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة يقدم برنامجاً إنتخابياً طموحاً ويقطع على نفسه الوعود تلو الوعود، وهو يعلم يقيناً إستحالة تنفيذها والوفاء بها.. كما أنه (حلو اللسان قليل الإحسان) يظهر غير ما يبطن، فيدعي مثلاً أنه زاهد بالكرسي وهو أكثر الرؤساء إلتصاقاً به وتمسكاً بتلابيبه بيديه وأسنانه، يدعي بأنه وحدوي بينما يكرس النزعات الإنفصالية والمناطقية والإنقسام المذهبي، يدعي بأنه شريك في مكافحة الإرهاب وهو يدعم القاعدة ويشجعها، يدعي بأنه يحارب الفساد وهو يقرب الفاسدين ويعينهم أرفع المناصب، يدعي أنه مع الديموقراطية وحرية الرأي بينما يضيق على الصحفيين ويبطش بالمعارضين، ويدعوا للإحتكام للصندوق والإنتخابات وهو يعلم أن النتائج ستكون معده سلفاً لصالحه. 7- التسويف والمراوغة: رأيناه مؤخراً كيف إعترف بالثورة الشعبية - وإن عاد وقال أنها ثورة سرق ومهربين وقطاع طرق – ثم وعد بأنه سيتنحى عن السلطة خلال أيام، لأنه مل منها وشبع!! قائلاً: ((سأسلمها لأيدي آمنة أو لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا للإنقلابين المتآمرين على الوحدة والمنجزات، سأسلمها عبر الصندوق، في دار الرئاسة أمام الكاميرات وليس في غرف مغلقة)).. ثم عاد وفوض نائبه ببدء حوار جديد مع المعارضة، لنعود من نقطة الصفر، وهكذا دواليك، مما يدل على (شخصية سيكوباتية) تتفنن في اللف والدوران والخداع اللفظي بهدف الإنقضاض على الفريسة عندما يشعر بضعفها وركونها وإطمئنانها إليه، وفي الوقت الذي يراه مناسباً. فصاحب الشخصية السيكوباتية (المضادة للمجتمع) كما يقول عالم النفس (وليم جيمس) : ((لا يمكن ردّه عن غيّه وتجبره بل يمضي في تحجيم الضمير ونوازع الخير فيه حتى يضمحل، وصاحب هذه الشخصية حتى وإن بدا للناس شفوقاً رحيماً، فإن هذه الخصال تكون تغطية لما تنطوي عليه نفسه من حقد وقسوة وخبث وتحايل، وهكذا كلما أحس بالخوف والقلق والمهانة إزداد كبراً وعناداً وعنجهية، وتمادى في سوء ظنه بالجميع، والشعور بأنهم مكايدون يتربصون به الدوائر، وفي الحالات الشاذة يفقد الإنسان قدرته على إدراك الواقع بصفاء رؤية وحسن روية، والسبب في ذلك أن العقل حينئذ يعجز عن تحديد رغبة الغريزة الجامحة)).. في الأخير لا بد لنا كشعوب مغلوبة على أمرها أن نقر بأننا نتحمل جزء كبيراً من المسئولية التاريخية - لما وصلت إليه بلداننا اليوم - فالشعارات: (ما لنا إلا علي)، (الله معمر ليبيا وبس)، (بالروح بالدم نفديك يا بشار) تعتبر إدانة دامغة لنا نحن الشعوب ودليل على إسهامنا في صناعة الطغاة وتكريس الإستبداد، فأين نحن من ذلك الأعرابي الشجاع الذي وقف أمام الخليفة العادل عمر رضي الله عنه قائلاً له: (والله لو رأينا منك إعوجاجا لقومناك بسيوفنا)!! وهل نعاني بالمقابل من (سادية جماعية)، ((السادية: التلذذ بتعذيب النفس وإهانتها وإذلالها))، نعم نعم، أنشدنا لهم وهتفنا بإسمهم، تلونا لهم القصائد وعزفنا الموشحات، علقنا صورهم في كل مكان وأطلقنا عليهم الألقاب الكثيرة - التي لا يستحقونها - وبنينا لهم التماثيل - الضخمة التي جعلتهم يصدقون أنهم عظماء - ثم كنا أول من أسقطها وهدمها وداس عليها، في مشهد دراماتيكي عجيب أشبه ما يكون بذلك الأعرابي الأخرق الذي صنع صنماً من التمر وإتخذه إلهاً يعبد من دون الله، فإذا ما اشتد جوعه إلتهمه !

ارحلوا جميعا لنبني دولتنا المدنية



كتبت الاخت / وميض شاكر في احدى تعليقاتها على حائط صفحتنا .. ما نعتبره كلاما ذو مضمون قوي وهادف .. و نستأذنها في وضعه كمنشور باسم الصفحة .. شاكرين تفاعل الجميع معنا :
أتابع هذه الأيام تعامل الاعلام الغربي والعربي لقتل القذافي وانتخابات تونس. ما خلصت إليه هو أن الخبر والتوجه الاعلامي فعلا يصنع التاريخ!

لقد أكد الغرب برمته على أن المهم هو مستقبل ليبيا لا ماضيها. هم بذلك لا يكترثون لجريمة قتل القذافي ولا لمحاكمة أو مراجعة ما قد مضى وما يمكن للشعب الليبي أن يقوله أو يقترحه لأجل بناء دولة عظيمة بمثل ثراء ليبيا وتاريخها.

والأمر نفسه بالنسبة لثورة تونس، فاجراء الانتخابات هو الخطوة الأهم للاعلام شرقه وغربه. لكن مالا يهم أبدا هو أن هذه الانتخابات أتت على نحو يحمي الرأسمالية وحلفائها الإسلاميون وويسمح لاضاعة هدف الثورة التونسية الأساسي في الخبر والحرية والكرامة الوطنية.

وفي اليمن، صارت الأزمة السياسية والمسلحة بين شقي النظام هي الصورة الرسمية للقضية وتوارت خلفها الثورة وأهدافها. حتى أن عبارة "الشعب يريد اسقاط النظام" قد اختفت منذ زمن طويل عن الساحات. وأخيرا يأتي قرار مجلس الأمن ليعزز ويروج لهذه الموجة. ولا يوازي هذا الأمر في طمس ثورة الثورات العربية وأهدافها- وخاصة في اليمن- أكثر من حملة توكل كرمان على شخص صالح. ولا أرى في حملتها إلا استهداف صالح باعتباره النظام الذي خرجت ملايين اليمنيين لاسقاطه. لقد شخصنت توكل النظام وهذا ما يفيد الغرب.

الغرب الذي وقف ضدالثورات اللاتينية ومنعها من أن تبني ديمقراطياتها بنفسها، يفعل الشيئ نفسه ضد الأمم العربية اليوم. لا، بل يخترع اسما منمقا لها ويقول "عصر الربيع العربي". ثم نردده نحن بكل طيبة. وبهذا الاسم تحصد جوائز نوبل. اليوم قال أحد المعارضين التونسيين على قناة البي بي سي: "نحن لا نعيش ربيعا عربيا بل خريفا عربيا فالأنظمة لم تسقط".

اعذروني على الاطالة، لكن ما أردت قوله باختصار هو ضرورة استيعاب الخطاب الاعلامي الموجه لمصائر الشعوب والموجه لصناعة سياستها وتاريخها. وهذا الاستيعاب يحتاج إلى وعي كافٍ ليس بخلفيات علاقات السلطة والمصلحة في الداخل والخارج، فهذا أمر كبير علينا، لكنه مستحب. ولكني أؤكد على ضرورة رفع الوعي بما تريده الشعوب العربية ومنها الشعب اليمني، ولماذا خرجت للشوارع وتجرعت الأحزان والمخاطر وقدمت التضحيات.

لذا فلا ضير من النشر والترويج والاعلام لصفحة "ارحلوا" فهذا أقل ما يمكننا فعله في مواجهة مكينة الاعلام الهائلة التي تصنع السياسة والتاريخ اوالأقدار بدلا عن إرادة الشعوب.

النص النهائي لقرار مجلس الأمن رقم 2014 بشأن اليمن والذي جرى التصويت عليه بالإجماع



قرار مجلس الأمن رقم 2014 بشأن اليمن
إن مجلس الأمن إذ يشير إلى بياناته الصحفية المؤرخة بتاريخ 24 أيلول/ سبتمبر 2011، و9 أغسطس 2011، و24 حزيران/ يونيو2011، وإذْ يعرب عن بالغ قلقه من الحالة في اليمن، وإذْ يعيد تأكيد التزامه القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية.

وإذ يرحب ببيان الأمين العام المؤرخ في 23 أيلول/ سبتمبر2011 الذي يحث فيه جميع الأطراف على التعامل بصورة بناءة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الحالية.

وإذ يرحب بمشاركة مجلس التعاون الخليجي، ويعيد تأكيد دعم مجلس الأمن للجهود التي يبذلها مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة السياسية القائمة في اليمن.
وإذْ يرحب باستمرار المساعي الحميدة التي يبذلها الأمين العام بوسائل منها الزيارات التي يقوم بها المستشار الخاص إلى اليمن.

وإذْ يحيط علماً بقرار مجلس حقوق الإنسان المتعلق باليمن (a/hrc/res/18/19)، وإذْ يشدد على ضرورة إجراء تحقيق شامل ومستقل ونزيه بما يتماشى والمعايير الدولية فيما يزعم ارتكابه من اعتداءات وانتهاكات لحقوق الإنسان ابتغاء تفادي الإفلات من العقاب وضمان المسائلة الكاملة. وإذ يحيط علماً في هذا الصدد بالشواغل التي أعربت عنها مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

وإذْ يرحب بالبيان الذي أصدره المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في 23 سبتمبر/أيلول 2011، ودعا فيه الرئيس صالح إلى التوقيع فوراً على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وتنفيذها.

وأدان استعمال القوة ضد المتظاهرين العزل، ودعا إلى ضبط النفس والالتزام بالوقف الفوري والكلي لإطلاق النار وتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي قادت إلى قتل يمنيين أبرياء.

وإذْ يعرب عن قلقه الشديد من تفاقم الحالة الأمنية، ولاسيما اندلاع النزاع المسلح واستفحال الحالة الاقتصادية والإنسانية بسبب عدم إحراز تقدم في التوصل إلى تسوية سياسية واحتمال المزيد من تصعيد أعمال العنف.
وإذْ يعيد تأكيد قراراته 1325 (2000) و1820 (2008) و1888 (2009) و1889 (2009) و1960 (2010) بشأن المرأة والسلام والأمن.

وإذْ يكرر ضرورة مشاركة المرأة المشاركة التامة وعلى قدم المساواة وبفعالية في جميع مراحل عمليات السلام. وإذْ يعيد تأكيد الدور الرئيسي الذي يمكن أن تضطلع به المرأة في إعادة تشكيل نسيج المجتمع وإذْ يشدد على ضرورة إشراكها في حل النزاع بهدف مراعاة منظورها واحتياجاتها.

وإذْ يعرب عن القلق الشديد أيضاً من تزايد أعداد المشردين داخلياً واللاجئين في اليمن، والارتفاع المثير للجزع في حالة سوء التغذية بسبب الجفاف والارتفاع الحاد في أسعار الوقود والأغذية، وتزايد انقطاع الإمدادات الأساسية والخدمات الاجتماعية، واستفحال صعوبة الحصول على المياه المأمونة والرعاية الصحية.

وإذْ يعرب كذلك عن القلق الشديد من زيادة التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وخطر حدوث هجمات إرهابية جديدة في أجزاء من اليمن، وإذْ يعيد تأكيد أن الإرهاب بشتى أشكاله ومظاهره يشكل خطراً من أشد الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين، وإن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة أياً كانت دوافعها.

وإذْ يدين كافة الهجمات الإرهابية وغيرها التي تستهدف المدنيين والسلطات، بما في ذلك الهجمات التي تهدف إلى تقويض العملية السياسية في اليمن، من قبيل الهجوم الذي شن على المجمع الرئاسي في صنعاء يوم 3 حزيران/ يونيو 2011.

وإذ يشير إلى أن الحكومة اليمنية تتحمل المسئولية الرئيسية عن حماية سكانها، وإذْ يشدد على أن أفضل حل للأزمة الراهنة في اليمن يكمن في عملية انتقال سياسية شاملة تقودها اليمن، وتستجيب لمطالب الشعب اليمني وتطلعاته المشروعة إلى التغيير.

وإذْ يعيد تأكيد تأييده للمرسوم الرئاسي المؤرخ 12 سبتمبر/ أيلول، الرامي إلى إيجاد اتفاق سياسي مقبول لدى كافة الأطراف، وضمان نقل السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وإذْ يشدد على أهمية استقرار اليمن وأمنه، ولا سيما بالنظر إلى الجهود المبذولة على الصعيد العالمي لمكافحة الإرهاب بوجه عام، وإذْ يدرك مسئوليته الرئيسية في مجال صون السلم والأمن الدوليين بموجب ميثاق الأمم المتحدة. وإذْ يشدد على التهديدات التي يشكلها للأمن والاستقرار الإقليميين تفاقم الحالة في اليمن في ظل غياب تسوية سياسية دائمة.

1. يعرب عن بالغ الأسف لسقوط مئات القتلى ولاسيما في صفوف المدنيين، ومن ضمنهم نساء وأطفال.

2. يدين بشدة انتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة التي ترتكبها السلطات اليمنية، من قبيل الاستعمال المفرط للقوة ضد المتظاهرين المسالمين، إضافة إلى أعمال العنف واستخدام القوة وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الأطراف الفاعلة الأخرى، ويشدد على أنه ينبغي محاسبة كل المسئولين عن ارتكاب أعمال العنف وانتهاك حقوق الإنسان والاعتداء عليها.
3. يطالب كافة الأطراف بالامتناع فوراً عن استخدام العنف وسيلة لبلوغ أهداف سياسية.

4. يعيد تأكيد رأيه المتمثل في أن القيام في أسرع وقت ممكن للتوقيع على اتفاق تسوية قائم على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وتنفيذ هذا الاتفاق أمر لا بد منه لبدء عملية انتقال سياسي جامعة ومنظمة يقودها اليمن. ويلاحظ قيام بعض أطراف المعارضة والمؤتمر الشعبي العام بالتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ويدعو كافة الأطراف في اليمن إلى الالتزام بتنفيذ تسوية سياسية قائمة على هذه المبادرة. ويلاحظ التزام رئيس اليمن بالتوقيع فوراً على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ويشجعه هو أو من أُذن لهم بالتصرف باسمه على فعل ذلك وعلى تنفيذ تسوية سياسية تستند إليها. ويدعو إلى ترجمة هذا الالتزام إلى أفعال من أجل تحقيق نقل سياسي سلمي للسلطة دون مزيد إبطاء على النحو الوارد في مبادرة مجلس التعاون الخليجي والمرسوم الرئاسي المؤرخ بـ12 أيلول/ سبتمبر 2011م.

5. يطالب السلطات اليمنية بأن تعمل فوراً على ضمان امتثال أعمالها للالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان المعمول بهما. وأن تسمح لأهالي اليمن بأن يتمتعوا بحقوق الإنسان ويمارسون حرياتهم الأساسية ومنها حقهم في التجمع السلمي للمطالبة برفع المظالم عنهم، وحرية التعبير بما في ذلك حرية التعبير للعاملين في وسائط الإعلام، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الهجمات التي تشنها قوات الأمن على المدنيين والأهداف المدنية.

6. يهيب بكافة الأطراف المعنية أن تكفل حماية النساء والأطفال وأن تعزز مشاركة المرأة في حل النزاع، ويشجع كافة الأطراف على تيسير مشاركة المرأة مشاركة تامة وعلى قدم المساواة على مستوى صنع القرار.
7. يحث كافة المجاميع المعارضة على الالتزام بأن تضطلع بدور كامل وبناء في التوصل إلى اتفاق بشأن تسوية سياسية قائمة على مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وفي تنفيذ هذه التسوية. ويطالب كافة المجموعات المعارضة بنبذ العنف والكف عن استخدام القوة وسيلة لبلوغ أهداف سياسية.

8. يطالب المجلس كذلك بأن تقوم كافة المجموعات المسلحة بإزالة جميع الأسلحة من مناطق التظاهر السلمي وتمتنع عن ارتكاب العنف والاستفزاز وتمتنع عن تجنيد الأطفال. ويحث كافة الأطراف على عدم استهداف البنية التحتية الحيوية.

9. يعرب المجلس عن قلقه من وجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وعن تصميمه على التصدي لهذا التهديد وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك القوانين المنطبقة المتعلقة بحقوق الإنسان واللاجئين والقانون الإنساني الدولي.

10. يشجع المجلس المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الإنسانية إلى اليمن، ويطلب في هذا الصدد من كافة الأطراف في اليمن إلى تيسير عمل وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المعنية وكفالة وصول المعونة الإنسانية في حينها بصورة كاملة وآمنة ودون عوائق إلى المحتاجين إليها في جميع أرجاء اليمن..

11. يطلب الى الأمين العام للأمم المتحدة مواصلة مساعيه الحميدة بوسائل منها الزيارات التي يقوم بها مستشاره الخاص، ومواصلة حث كافة الأطراف اليمنية المعنية على تنفيذ أحكام هذا القرار، وتشجيع كافة الدول والمنظمات الإقليمية على المساهمة في تحقيق هذا الهدف.

12. يطلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير عن تنفيذ هذا القرار في غضون 30 يوماً من اتخاذه، وكل 60 يوما بعد ذلك.
13. يقرر المجلس أن تبقى هذه المسألة قيد نظره الفعلي

صورة.. وأربعة رجال بأربعة مصائر مختلفة



التجديد نيوز_الديار اللبنانية:
الزمن العربي يتغير بسرعة.. فقبل أقل من عام، كان الرجال الأربعة في الصورة أعلاه بعض أكثر الزعماء قوة ونفوذا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أما اليوم فواحد مقتول والثاني منفي والثالث يحاكم والرابع مازال على عرشه.
يقول تقرير نشرة موقع سي ان ان الاميركي ان أول هؤلاء الرجال هو الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، وعلى يساره الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وثالثهم، أو مضيفهم خلال قمة سرت، معمر القذافي، وآخرهم في الصورة، الرئيس المصري المخلوع، قيد المحاكمة حالياً، حسني مبارك. 
 جلهم يبتسمون للكاميراً.. ربما بعد أن قال بهم المصور "اضحك علشان الصورة تطلع حلوة!" جمعتهم الصورة.. والابتسامة في القمة العربية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي استضافها الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، الذي قتل بأيدي شعبه بعد 8 شهور دامية. ربما كان الربيع العربي موحلاً بالنسبة لهم بعد أن أشعل التونسي، محمد البوعزيزي، النار في نفسه، فامتدت شعتله لتصل إلى الدزل الغربية بطريقة أو أخرى. 
وبعد أن كان هؤلاء الزعماء مصدر خوف ورعب ورهبة لشعوبهم، باتوا هم اليوم من يخشى الشعوب وغضبها. أول المخلوعين، كان زين العابدين بن علي، بعد أن أصبحت تونس أول الدول العربية التي انطلقت منها شرارة التغيير، ثم يتسلم الشعب المصري الصولجان ويقود ثورته التي انتهت بالإطاحة بمبارك، وجره إلى المحاكمة. تونس هذه الأيام تعيش عرس الديمقراطية بأول انتخابات حرة وديمقراطية نزيهة، وينتظر أن تقوم مصر بالمثل قريباً. بعد مصر وعندما أعلن مبارك تنحيه، استلم الليبيون المشعل، وقادوا ثورتهم التي حولها القذافي إلى حرب أهلية، وبعد أن اتهمهم بالجرذان وتهديديهم بمطاردتهم من "بيت بيت، زنقة زنقة"، طارده الليبيون بيتاً بيتاً وزنقة زنقة إلى أن عثروا عليه في مصرف للمياه في سرت، فأخذوه وقتلوه. اليمن، كانت قد تسلمت هي الأخرى شرارة الثورة من شمال أفريقيا، لتدخل في ثورة سلمية بحق، رغم تواجد السلاح بايدي اليمنيين بكثرة، وقاوموا محاولات جرهم للسلاح، غير أن صالح مازال صامداً حتى الآن. 
بن علي وصل السلطة عن طريق انقلاب أبيض، في العام 1987، وطار منفياً إلى السعودية في 14 يناير/كانون الثاني الماضي. 
حسني مبارك تسلم حكم مصر بعد اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات في العام 1981، وطار إلى منفاه في شرم الشيخ في 11 فبراير/شباط الماضي، قبل أن يعاد إلى القاهرة للمحاكمة. 
القذافي، سبقهم بانقلاب ضد الحكم الملكي قبل نحو 42 عاماً، وكان أول قتيل من الزعماء العرب. في أكتوبر/تشرين الأول الجاري. 
علي عبدالله صالح، وصل إلى السلطة في العام 1978، ونجا من محاولة اغتيال في يونيو/حزيران الماضي، ومكث بالسعودية للعلاج، لكنه عاد أخيراً إلى اليمن

بعد انهيار أقصر هدنة.. مواجهات في صنعاء وقصف مدفعي على تعز

صنعاء - العربية

أفاد مراسل "العربية" أن قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة استهدف ليل الثلاثاء/الأربعاء معظم الأحياء الشمالية لمدينة تعز اليمنية.

وقبل ذلك انهارت هدنة لوقف إطلاق النار في اليمن لم تدم إلا ساعة بين الجيش اليمني وقوات الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر، حيث تجددت الاشتباكات في أحياء الحصبة وصوفان في العاصمة اليمنية، وسُمع دوي انفجارات ضخمة حسب مكتب الشيخ صادق الأحمر، ولم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار سوى أقل من ساعة.

كانت لجنة التهدئة المفوضة من الرئيس صالح والمكلفة من نائبه قد أعلنت عن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في العاصمة تمهيداً لإنهاء المظاهر المسلحة ورفع الحواجز والمتاريس وإخلاء المباني والمنشآت من المسلحين ،وسحب جميع الميلشيات والعناصر المسلحة من العاصمة لكن هذه الآمال سقطت مع تجدد الاشتباكات.

وجاءت هذه التطورات بعد إطلاق الأمن اليمني ومسلحين موالين للرئيس صالح النار على متظاهرين وسط صنعاء بعد مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة التغيير باتجاه شارع الزبيري مروراً بحي القاع ما أوقع قتلى وعشرات الجرحى.

واشتبك جنود الفرقة الأولى مدرع مع جنود الأمن المركزي قرب الجامعة القديمة أيضا.

وتأتي هذه التطورات فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أكد للسفير الأمريكي في صنعاء أنه ينوي الالتزام بالمبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه.

المعارضة تتهم النظام بارتكاب أعمال وحشية في تعز

سياسيون يمنيون يطالبون بتسليط الضوء على "جرائم النظام" بالمدينة "المنسية"
صنعاء - عبدالعزيز الهياجم

طالبت المعارضة اليمنية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الخارجية بتسليط الضوء على ما يجري في مدينة تعز من أعمال قصف وحشي واستهداف للسكان والمساكن وساحة الحرية بالمدينة بهدف "اجتثاث الثورة الشبابية السلمية" التي انطلقت شرارتها الأولى من "المدينة المنسية".

وفي تصريح خاص لـ"العربية.نت"، قال القيادي البارز في تكتل أحزاب اللقاء المشترك نائف القانص: "تعز تتعرض فعلا لإبادة والإعلام والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية جميعهم غافلون.. والمدينة تواجه أعمالا انتقامية لأنها مثلت شرارة أولى للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام وأغلبية شهداء الثورة السلمية هم من أبناء تعز".

وخلال اليومين الماضيين تعرضت تعز لأعنف قصف تقوم به القوات الموالية للرئيس صالح ضد هذه المدينة التي تعرف بالعاصمة الثقافية للبلاد وفي غضون 10ساعات من القصف المتواصل وغير المسبوق أشارت الإحصائيات الأولية الى سقوط 8 قتلى بينهم امرأة إضافة إلى عشرات الجرحى الذين تم نقلهم الى المستشفى الميداني ومستشفيات خاصة بالمدينة.

ووفقا للناشطة الشبابية في ساحة الحرية بتعز ريما الشامي فإن "القصف كان موجها للبيوت والقتل بشكل عشوائي, حيث تم تحويل المدارس والمستشفيات الحكومية الى ثكنات عسكرية للتمترس فيها ويتمركز في أسقفها قناصة يقتلون بكل إجرام ووحشية.

وفي السياق ذاته يقول المحلل السياسي توفيق الشرعبي لـ"العربية.نت": في تعز الثورة مدنية سلمية وشبابية بشكل أوضح من بقية المدن لذلك كان الهجوم عليها عنيفا وقاسيا وكان موجهاً بعناية نحو الساحة، ومستهدفاً للشباب، وكل شيء حي في الساحة التي نهبت وأحرقت عن بكرة أبيها و استباحتها عناصر الأمن و بلاطجة الحرب الذين جيء بهم من خارج المحافظة".

وأضاف: "كنا نتوقع أن الوضع في تعز يختلف عن غيرها حيث لا يوجد فيها تمرد أو انفصال أو قاعدة أو غيرها وإن ضرب المدينة يدخل ضمن إطار (كسر العظم) وفي سياق مؤامرة ضرب الثورة السلمية كون ساحة الحرية هي الأكثر مدنية من غيرها فلا تخضع لحزب ولا يقودها شيخ ولا يحميها قائد عسكري، و من أول يوم خرج فيه الشباب بعد انهيار نظام مبارك في القاهرة، ولا يعني ضربها انتهاء الحركة الاحتجاجية في تعز، ونحن نعلم أن تعز مصدر التغيير ومدينة الحضارة والتجديد".
"عمل انتقامي مركب"

من جانبه تحدث لـ"العربية نت" المنسق الإعلامي لتكتل شباب ثورة 15 يناير بصنعاء محمد سعيد قائلاً: ما تتعرض له مدينة تعز من عدوان عنيف على يد قوات صالح هو عمل انتقامي مركب لكونها رائدة للثورة السلمية وقلبها النابض وباعتبارها محافظة تنبذ العنف ويعرف عن سكانها جنوحهم للسلم، لكن علي صالح عاد لجر البلاد إلى مربع الحرب الأهلية، وتعويضا لهزائمه في صنعاء تقوم قواته باستعراض عضلاتها في تعز ومع هذا لم يحرز صالح وقواته نصرا يذكر سوى قتل المزيد من المدنيين دونما سبب".

وتابع: "ما تعرضت له تعز في الـ48 ساعة الماضية من عدوان همجي يؤكد بأن صالح قد سقط بالفعل ولم يعد له وجود في تعز ومعظم المحافظات اليمنية، فالشعب اليمني وبالذات في تعز لن يقبل بغير محاكمة الرئيس".
في صدارة المشهد

وتصدرت تعز مشهد الاحتجاجات اليمنية، ففي 12 فبراير/شباط الماضي فرقت قوات الأمن المتظاهرين من أمام مبنى المحافظة وشارع التحرير ليتحولوا إلى منطقة أخرى تعرف بمنطقة "صافر" وأطلق عليها لاحقا ساحة الحرية التي شهدت انضمام المعتصمين من مختلف شرائح المجتمع، وظهور عدد من الحركات الشبابية مثل
"الشعب يريد التغيير" و"شباب من أجل التغيير" و"حركة إرحل" وأيضا "شباب التغيير بتعز".

ومن ساحة الحرية بتعز انطلقت حملة 10 ملايين توقيع تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وسقط أول الضحايا من المعتصمين في هذه الساحة في جمعة البداية في 18فبراير/ شباط الماضي. وفي مطلع ابريل/ نيسان الماضي شهدت ساحة الحرية بتعز أكبر حشد من المحتجين على مستوى الجمهورية اليمنية حيث بلغ نحو مليون ومائتي ألف مشارك.

ومن الشعارات البارزة التي يرفعها المعتصمون في تعز "يا علي اطوي فرشك.. من تعز يسقط عرشك"، وربط كثير منها بين صعود الرئيس صالح إلى الحكم من تعز والإصرار على إسقاط نظامه من تعز أيضا.

فقد كان الرائد علي عبدالله صالح "حينها يشغل قائدا عسكريا للواء تعز أغلب سنوات عقد السبعينات وحتى تاريخ توليه سدة الحكم في 17 يوليو تموز 1978.

وعانى صالح من حرب المناطق الوسطى في مواجهة الجبهة الوطنية الماركسية المدعومة من السلطات في جنوب اليمن، حيث شهد كثير من مناطق تعز تلك المواجهات أواخر السبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي.

وبعد تحقيق الوحدة اليمنية في 1990 أخفق حزب الرئيس صالح "المؤتمر الشعبي العام" في تحقيق نتائج مرضية في مدينة تعز التي تضم 43 مقعدا انتخابيا ذهب أغلبها للتجمع اليمني للإصلاح "ذو التوجه الإسلامي" والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيمات الناصرية. وتنتمي العديد من القيادات البارزة في المعارضة لهذه المحافظة.

استشهاد امرأة وجرح زوجها في تجدد قصف قوات صالح لأحياء سكنية في تعز


جددت القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح قصفها لمدينة تعز اليوم الأربعاء ما أدى إلى وفاة امرأة وإصابة زوجها. ويأتي هذا غداة قصف عنيف على أحياء سكنية في تعز أسفر عن سقوط ثمانية شهداء بينهم امرأتين وطفل إضافة إلى عشرات الجرحى.
ونقل مراسل المصدر أونلاين تيسير السامعي عن مصادر طبية قولها إن امرأة استشهدت وأصيب زوجها في سقوط قذائف على منزلهم الكائن في حي «التحرير الأسفل».
وعرض ناشطون على الفيس بوك مقطع فيديو للشهيدة التي تدعى «سحر يحيى بن يحيى» وزوجها الجريح «سليم عبدالقوي علي جميل» والذي وصفت حالته الصحية بالخطيرة. وكانت مدينة تعز شهدت يوم أمس الثلاثاء يوماً دامياً وأجواء حرب مع قصف القوات الموالية لصالح للأحياء السكنية، واندلاع اشتباكات مع مسلحين قبليين موالين للثورة.

بعد رفض الطيارين اليمنيين قتل الشعب الجيش الموالي للثورة : يكشف عن عملية استشهادية لتصفية 11 طيار سوري جيء بهم لتنفيذ مهام قتالية ضد الشعب



كشف بيان صادر عن الجيش المولي للثورة في اليمن عن تنفيذ أحد الطيارين اليمنية عملية استشهادية ضد 11 طيارا من " شبيحة بشار" جئ بهم لتنفيذ مهام قتالية لضرب الشعب اليمني بعد رفض واسع في صفوف الطيارين اليمنيين للمشاركة في تصفيات ضد أبناء الشعب اليمني .كما أكد بيان الجيش المؤيد للثورة إن صالح " استقدم صالح 11 مرتزقاً من سوريا مؤكداً أن ذلك في إطار التنسيق بين صالح وبشار سوريا ، موضحاً تفاصيل هامة حول مقتل الطياريين السوريين في اليمن بتحطيم طائرة حربية أمس ..

وكشف الجيش في بيان تلقى " مأرب برس " على نسخة منه، إنه و"فور وصول الطيارين المرتزقة السوريين إلى مطار صنعاء التاسعة من مساء أمس الاثنين 24/10/2011م ، وبعد محاولات يائسة مع عدد من الطيارين اليمنيين لنقل هؤلاء المرتزقة إلى قاعدة العند الجوية لقيادة طائرات الميج 29 ورفض الطيارين اليمنيين الأحرار نقلهم ، تطوع الثائر البطل الشهيد الطيار عبدالعزيز الشامي بنقلهم على طائرة الأنتي نوف، لكنه أسر لزملائه قبل إقلاعه أن هؤلاء المرتزقة لن يصلوا إلى العند ، ولن يتحقق لهم مراد الاعتداء على أبناء الشعب"..

وأضاف البيان " أنه وبالفعل أقلع بهم من مطار صنعاء متجهاً إلى قاعدة العند الجوية ومعه مساعده الطيار/ محمود العرمزة ، وقبل وصوله إلى قاعدة العند في تمام الساعة الـ11 و55 دقيقة من مساء نفس الليلة وفي عملية إستشهادية بطولية أسقط الشهيد البطل الطيار/ عبدالعزيز الشامي الطائرة بمن فيها في منطقة الصبيحه لتنفجر الطائرة وليقتل الشبيحه في منطقة الصبيحه"..

موضحاً أنه "نجم عن ذلك إستشهاد الطيار الحر الثائر/عبدالعزيز الشامي وجرح مساعده الطيار/ محمود العرمزة، فيما قتل ثمانية من المرتزقة الطيارين السوريين، تم التعرف على جثث بعض منهم مثل المرتزق/ عبدالحميد حلبوب والمرتزق/ ديمو حاج قاسم ، وجرح الثلاثة الباقون، وتم نقلهم إلى مستشفى ابن خلدون في محافظة لحج في حالة حرجة وهم المرتزق محمود محمد العربد/ والمرتزق/ محمد محسن الحميد والمرتزق / رمزي غفاري".

السبت، 22 أكتوبر 2011

في مكالمة التقطها الجيش الوطني: صالح يأمر قواته إحراق اليمن من طرفه إلى طرفه

قال الجيش المؤيد للثورة السلمية في اليمن إنه التقط مكالمة هاتفية للرئيس علي عبدالله صالح صباح اليوم السبت يأمر فيها بقصف وتدمير مواقع معارضيه بعد ساعات من إصدار قرار من مجلس الأمن يدعوه لتوقيع اتفاق نقل السلطة.

وشنت القوات الموالية لصالح قصفاً عنيفاً على أحياء الحصبة وصوفان ومواقع للفرقة الأولى مدرع بصنعاء منذ فجر اليوم حيث دوت الانفجارات في تلك المناطق الواقع في الجزء الشمالي للمدينة.


وقالت قيادة الجيش المؤيد للثورة إن صالح اجتمع في تمام الساعة الواحدة من فجر اليوم "بمجلس حربه المصغر" المكون منه ومن أبنائه وأبناء إخوته وأربعة أشخاص آخرين من أسرته المقربين، واستمر الاجتماع مدة ساعتين، أمر فيها صالح برفع الجاهزية القتالية لقوته إلى أعلى مستوياتها وانتظار إشارة البدء منه، بحسب البيان.

وأضاف البيان انه "في تمام الخامسة وأربعين دقيقة من فجر اليوم التقطت مكالمة هاتفية من صالح لنجله أحمد (قائد الحرس الجمهوري) وأخيه غير الشقيق علي صالح (قائد العمليات القتالية بالحرس)".

قال بيان الجيش المؤيد للثورة الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه إن صالح قال مخاطباً إياهم "بالحرف الواحد: (ابدؤوا الضرب بكل أنواع الأسلحة.. طهروا الحصبة ومنطقة صوفان ودمروا كل من يقف أمامكم، مابش فرق بين موقع ومنزل رجال ومره وطفل وشيبة، اصطبحوا على دمائهم وجثثهم وخلوا مجلس الأمن والخليجيين والأمريكيين والأوربيين ينفعوهم، ما بنهمش من يموت ومن يحيا لو ينتهي الحرس كله والأمن المركزي والقوات الخاصة والنجدة، خلوهم يعملوا لهم قوات بعدها، أشتي أشفي غليلي وإن شاء الله تحرق اليمن من طرفها لا طرفها، والخبرة اللي يتابعوهم الأمريكان عيدعموكم وهم أبطال وقد بلغتهم ينسقوا معاكم)".

وشنت قوات صالح منذ فجر اليوم قصفاً على حي الحصبة الذي يقع فيه منزل زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، وحي صوفان وحي النهضة القريب منه، كما استهدف القصف مواقع للفرقة الأولى مدرع، واستهدفت أحياء سكنية في محيط ساحة التغيير.

ولم تعرف الخسائر البشرية لهذا القصف حتى الآن.

وصوت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار بشأن اليمن حمل الرقم 2014 دعا صالح إلى توقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة في البلاد، وأدان الحملة الأمنية العنيفة التي تشنها قواته ضد المحتجين.

وقال بيان الجيش المؤيد للثورة إن صالح "لم يتعظ مما آل إليه مصير ربيبه وقدوته قذافي ليبيا، وليثبت صالح للعالم أن نزعة الحقد والانتقام والكراهية هي التي تغلي في نفسه عصية على العلاج".

وأضاف "أمام هذا التطور الخطير الذي يتحدى به صالح أبناء شعبنا والمجتمع الدولي والعالم أجمع نجد أنفسنا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومن منطلق مسؤوليتنا التاريخية أن نشعر جماهير شعبنا والعالم أجمع أن هذا الجاهل لم ولن يرتدع إلا بموقف دولي حازم وعاجل مالم فإن نوايا هذا الحاقد الانتقامية من أبناء شعبنا لن تتوقف وسيستمر في غيه وصلفه ليقود اليمن في نهاية المطاف إلى حرب أهلية طاحنة بحسب تصريحاته المتعددة التي هدد فيها بهذه الحرب وبتفتيت اليمن إلى أربعة أشطار".

وناشد البيان المجتمع الدولي القيام بدورهم الإنساني تجاه "هذه التصرفات اللامسؤولة من قبل صالح وعصابته"، كما ناشد الشعب اليمني وشباب الثورة على الثبات على مبدأ سلمية الثورة.

صورة ارشيفية لصالح وبجواره نجله أحمد أثناء زيارته لأحد معسكرات الحرس الجمهوري.

أربعة جرحى أحدهم في حالة موت سريري في قصف قوات صالح لساحة الحرية بتعز (فيديو)




قصف قوات صالح على ساحة التغيير
أصيب أربعة مدنيين اليوم السبت أحد في حالة موت سريري بنيران قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح في تجدد القصف على ساحة الحرية بمدينة تعز.ونقل مراسل المصدر أونلاين تيسير السامعي عن مصادر طبية ان أربعة متظاهرين أصيبوا أحدهم مسن وإصابته في الرأس ودخل حالة موت سريري. وأضافت ان من بين الجرحى طفل.وقال شهود عيان إن الجرحى معظمهم من المارة، وانهم سقطوا برصاص قناصة من مواقع تتمركز فيها قوات من الحرس الجمهوري الموالية لصالح.إلى ذلك، قال مراسل المصدر أونلاين إن اشتباكات اندلعت بين مسلحين موالين للحزب الحاكم وقوات الأمن في حي مدرسة الشعب التي تحولت إلى أشبه بثكنة عسكرية يحتمي بها مسلحون موالون للنظام. ولم تعرف أسباب الاشتباكات أو حصيلة الضحايا.

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

التصويت بالاجماع على القرار في مجلس الأمن :-


وفيما يلي اهم بنود قرار مجلس الامن:
1- يعرب المجلس عن أسفه العميق لمقتل مئات الأشخاص، معظمهم من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
2- يدين بشدة استمرار انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات اليمنية، مثل الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين المسالمين، فضلا عن أعمال العنف واستخدام القوة، وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الجهات الفاعلة الأخرى، وتشدد على اخضاع جميع المسؤولين عن العنف والإنتهاكات لحقوق الإنسان للمساءلة.
3- ويطالب جميع الاطراف للامتناع فورا عن استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية.
4- يؤكد المجلس من جديد رأيه بأن التوقيع والتنفيذ في أقرب وقت ممكن على اتفاق تسوية وفقا لمبادرة دول مجلس التعاون ضروري للدخول في عملية شاملة ومنظمة تقود نحو التحول السياسي، منوها بالتوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي من قبل بعض أحزاب المعارضة والمؤتمر الشعبي العام، ويدعو جميع الأطراف الى الالتزام بتنفيذ التسوية السياسية على أساس هذه المبادرة، على ان يلتزم الرئيس اليمني بالتوقيع فورا على مبادرة مجلس التعاون الخليجي كما يشجعه هو أو من يفوضه أن يفعل ذلك ويدعو الى ان يترجم هذا الالتزام إلى أفعال، من أجل تحقيق انتقال سلمي للسلطة السياسية، كما جاء في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وقرار الرئيس الصادر في 12 سبتمبر/ايلول، دون مزيد من التأخير.
5- ويطالب السلطات اليمنية الامتثال فورا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لاحترام حقوق الإنسان، والسماح للشعب اليمني بممارسة حقوقه وحرياته الأساسية، بما في ذلك حقه في التجمع السلمي للمطالبة برفع المظالم عنه وحرية التعبير، بما في ذلك حرية وسائل الإعلام، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد للهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية من جانب قوات الأمن.
6- يدعو المجلس سائر الأطراف المعنية لضمان حماية النساء والأطفال، من أجل تطوير مشاركة المرأة في حل النزاعات كما تشجع جميع الأطراف لتسهيل المشاركة المتساوية والكاملة للمرأة على مستوي صنع القرار.
7- يحث الجماعات المعارضة كافة إلى لعب دور كامل وبناء في الاتفاق على تنفيذ تسوية سياسية على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ويطالب جميع المجموعات المعارضة الامتناع عن العنف، والكف عن استخدام القوة لاغراض سياسية.
8- يطالب جميع الجماعات المسلحة بإزالة جميع الأسلحة من مناطق المظاهرات السلمية، والامتناع عن العنف والاستفزاز وتجنيد الأطفال، كما يحث جميع الأطراف على عدم استهداف البنية التحتية الحيوية.
9- يعرب عن قلقه بشأن وجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ويؤكد عزمه على مواجهة هذا التهديد وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك حقوق الإنسان الملزمة التطبيق واللاجئين والقانون الإنساني.
10- يشجع المجتمع الدولي على تقديم المساعدة الانسانية الى اليمن، ويطلب في هذا الصدد جميع الأطراف في اليمن لتسهيل عمل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى ذات الصلة، وضمان الوصول الكامل والآمن ودون عوائق لتسليم الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء اليمن المساعدات الانسانية في الوقت المناسب.
11- يطلب المجلس من الأمين العام أن يواصل مساعيه الحميدة من خلال الزيارات التي يقوم بها المستشار الخاص، والاستمرار في حث جميع أصحاب الشأن في اليمن لتنفيذ أحكام هذا القرار، وتشجيع جميع الدول والمنظمات الإقليمية للمساهمة في تحقيق هذا الهدف.
12- يطلب من الأمين العام تقديم تقرير عن تنفيذ هذا القرار في غضون 30 يوما من تاريخ اعتماده وكل 60 يوما بعد ذلك.
13- يقرر المجلس الإبقاء على هذه القضية تحت النظر.

مجلة بزنس ويك الأمريكية تكتب عن صالح كطاغية آخر في مواجهة الأمم المتحدة بعد يوم من مقتل القذافي


مجلة بزنس ويك - بقلم فلافيا كراوس جاكسون - ترجمة مهدي محمد- خاص بالمصدر أونلايـن
بعد يوم من مقتل معمر القذافي، يقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ذلك المجلس الذي اقر خطط عمليات حربية في ليبيا، يقف اليوم في مواجهة طاغية آخر متشبث بالسلطة، هو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
من المتوقع أن يتم التصويت اليوم على مشروع قرار يدعو الرئيس صالح إلى تنفيذ المبادرة الخليجية، والتي تقضي بتخليه عن السلطة و نقل صلاحياته إلى نائبه، مقابل منحه ضمانة عن عدم ملاحقته قضائيا هو وأفراد أسرته و المقربين منه.
وقد كان لمقتل الدكتاتور الليبي يوم أمس، أصداء كبيره بين آلاف اليمنيين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة صنعاء مؤكدين على مطالبهم بإنهاء حكم صالح الذي استمر 33 عام.ويقول ماهر الحيدري، احد المحتجين في مقابلة أجريت معه «إن مقتل القذافي قد أعطانا دفعة قوية وأنه وإن استغرقت ثورتنا بعض الوقت، إلا أننا سننتصر وسيكون مصير صالح مثل القذافي».بعد مضي نحو عام من انطلاق الربيع العربي، سقط ثلاثة من الحكام المستبدين. فقد هرب الرئيس التونسي زين العابدين إلى السعودية، واحضر الرئيس المصري حسني مبارك على نقالة إلى داخل قفص المحاكمة، كما قتل القذافي أثناء محاولته الهرب من مدينة سرت، مسقط رأسه.
ويبقى نظامان عربيان في مواجهة الإدانة الدولية الواسعة التي يتعرضان لها، اليمن وسوريا.ففي سوريا قام الرئيس بشار الأسد بتنفيذ حملة دموية ضد المحتجين، وقد قدرت منظمة الأمم المتحدة عدد القتلى بأكثر من 3,000 منذ شهر مارس.وفي اليمن، استمرت المظاهرات بشكل شبه يومي، منذ شهر يناير، للمطالبة بإسقاط الرئيس، وهو حليف للولايات المتحدة، والذي يتشبث بالسلطة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن. وقد عاد صالح إلى اليمن في 23 سبتمبر، بعد أن قضى ثلاثة اشهر في المملكة السعودية، حيث خضع للعلاج عقب محاولة الاغتيال بصواريخ، والتي تعرض لها في العاصمة صنعاء.
وقد طالب الرئيس بضمانات إضافية من دول الخليج، الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي، كشرط للموافقة على نقل السلطة.وبينما اتخذت أقوى هيئة في الأمم المتحدة إجراءات سريعة ضد القذافي، إلا أنها لم تستطيع أن تكرر العملية بنفس السرعة. فالدول المعارضة مثل روسيا، ترى أن القرار المتعلق بليبيا، قد تم تسويقه تحت مبرر حماية المدنيين، ولكنه كان ذريعة لتغيير النظام في ليبيا و يجب أن لا يتكرر ذلك.
يقول جيف لاورينتي، و هو محلل سياسي يعمل لدى مركز أبحاث سنشري فاونديشن في نيويورك «بالنسبة للكثيرين في مجلس الأمن، ما حدث في ليبيا يعد أمر مزعج. وسوف يضيف مقتل القذافي المزيد من الشكوك والحذر».
استطاعت الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا إقناع روسيا والصين بالامتناع عن التصويت عن القرار الذي صدر في شهر مارس، والذي قضى باستخدام كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين من قوات القذافي.
ومنذ ذلك الحين، وتلك الدول عاجزة عن إقناع روسيا والصين للامتناع عن التصويت على قرار يدين القمع الدموي الذي يتعرض له المحتجين في سوري، والمستمر منذ سبعة اشهر. وقد قوبلت تلك المحاولات بفيتو ثنائي، لم يحدث منذ 2008.
ووفقا لما قاله يوم أمس، السيد محمد سالم باسندوه، احد أعضاء وفد المعارضة اليمنية، الذي التقى بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافيروف، فإن روسيا لن تستخدم حق النقض الفيتو، لمنع أي قرار من الأمم المتحدة بشان اليمن.
وقال باسندوه للصحفيين اليوم في موسكو «بإمكاني القول لكم أن روسيا مائة بالمائة لن تستخدم حق الفيتو. اليمن ليست سوريا».
ولم يتسن لنا التواصل مع اليكساندر لوكاشيفيك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية للتعليق على الأمر.وبالنسبة لليمن، فان قرار مجلس الأمن والذي تم الإعداد له منذ شهر، سيشدد على كل المسئولين عن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان سيحاسبوا و يقدموا للعدالة.واعتبرت الناشطة اليمنية أن مشروع القرار يعد ناقصا وطالبت بالمزيد. إنها توكل كرمان، احد النساء الثلاث الحائزات على جائزة نوبل للسلام لهذا العام، والتي سافرت هذا الأسبوع إلى نيويورك والتقت بالسيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة. محاطة بالمئات من المناصرين خارج مقر الأمم المتحدة، وصفت كرمان الرئيس صالح بمجرم الحرب، الذي يجب أن لا تعطى له أي ضمانات، وأن يقدم للعدالة أمام محكمة الجنايات الدولية.وقد عاد المستشار الخاص للامين العام للأمم المتحدة، السيد جمال بن عمر، عاد من زيارة إلى اليمن استغرقت أسبوعين، فشل خلالها في إقناع صالح بالتنحي عن السلطة. وقد صرح للصحفيين بان الوضع قد تدهور على نحو خطير.

الخميس، 20 أكتوبر 2011

قوات صالح تجدد قصفها لمقر الفرقة ومناطق شمال صنعاء واشتباكات مع أنصار الأحمر في الحصبة

عاودت القوات الموالية لصالح مساء اليوم الخميس قصفها العنيف على مقر الفرقة الأولى مدرع ومناطق شمال صنعاء، حيث دوت أصوات الانفجارات في المدينة.  وقال مصدر عسكري لـ«المصدر أونلاين» إن قوات صالح المتمركزة في معسكر الصباحة غرب صنعاء قصفت بشكل مكثف مقر الفرقة الأولى مدرع وحي النهضة.وأضاف أن قوات صالح تستخدم المدفعية والصواريخ، وأن عدداً من مباني قيادة الفرقة تأثرت. لكنه لم يتطرق إلى سقوط ضحايا.وقال أحد المصادر إن الفرقة لا ترد على مصادر لنيران.وشنت القوات الموالية لصالح المتمركزة في جبل نقم قصفاً عنيفاً على منطقة الحصبة وحي صوفان، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين أنصار الشيخ الأحمر وقوات الحرس الجمهوري في مازدا وقرب حديقة الثورة وجولة الحباري في الحصبة.وقالت مصادر إن قتيلاً واحداً على الأقل سقط وجرح أكثر من 17 آخرين جراء قصف قوات صالح لمنطقتي الحصبة وصوفان حتى كتابة هذا الساعة التاسعة مساءاً تقريباً.وذكر شهود عيان إن أتباع الشيخ صغير عزيز عضو مجلس النواب المؤيد لصالح يشارك في القتال إلى جانب قوات الحرس الجمهوري ضد أنصار الشيخ الأحمر.وتُسمع دوي انفجارات هائلة شمال العاصمة صنعاء منذ عصر الخميس.

أحد جرحى مسيرة اليوم في تعز 20/10/2011م


عفاش غير شرعي ومغتصب للسطلة


على صالح يؤكد ما قاله على محسن بأنه مغتصب للسلطة وان المهندس المرحوم فيصل بن شملان هو الرئيس المنتخب والشرعي لليمن .  اليوم عفاش (المغتصب للسلطه) اعترف بعظمة لسانه انه مزور للأنتخابات بقوله:ان عدد من انتخبه من الشعب اليمني هم (4 مليون) يمني  بعد ان سمعت هذا الرقم شعرت ان هناك امر خطأ فقمت بمراجعة تقارير الأمم المتحده وبعض تقارير الصحف العالميه والرسميه ووجدت ان عدد الناخبين الذين ادلو بأصواتهم في انتخابات 2006 هو (9.247.370) صوت

وبحسبه بسيطه

عدد الناخبين - عدد من صوت لعلي = ؟؟

9.247.370 - 4.000.000 = (5247370)

بقي لدينا (5.247.370) صوت اين ذهبت هذه الأصوات؟ بالطبع واي شخص سيقول ذهبت للمرشح الأخر وهو فيصل بن شملان

اذاً من صوت لفيصل بن شملان عددهم (5.247.370)

اذاً فيصل بن شملان هو الفائز بالانتخابات بنسبة 56.74%

 اعيدوا السلطه للشعب يامجرمين .

 وبعد هذا كله تتكلموا عن الشرعية والانتخابات .
 يا عمي لا شعريه ولا ملوخية ولا كلام فاضي .  إرحل وحل عن سمانا

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

أمين عام الأمم المتحدة : صالح سيحاكم عن كل جرائمه ونرفض منحه أي حصانة


قناة اليمن الثورية: قال المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون " اليوم الأربعاء ان الامم المتحدة ترفض رفضاً قاطعا منح الرئيس اليمني "حصانة قضائية" تعفيه من الملاحقة القضائية كانت مبادرة خليجية لحل الأزمة السياسية في اليمن قد تضمنتها .

وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ان الامم المتحدة ترفض فكرة العفو وقال "انه شيء اساسي الا تكون هناك حصانة." وقال متحدث باسم مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف ان القانون الدولي يحظر العفو عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بحسب مانقلت وكالة رويترز اليوم الأربعاء.

وأشارت الوكالة إلى ان دبلوماسيون في مجلس الأمن عبروا عن أملهم في طرح مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا بالتشاور مع فرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين للتصويت والموافقة عليه قبل نهاية الاسبوع.

موضحة بان دبلوماسيون صرحوا بان روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرار اوروبي يدين حملة القمع في سوريا لا تعتزمان تعطيل القرار الخاص باليمن.

ويمثل تصريح الامين العام للأمم المتحدة هو الموقف الأقوى على مستوى تصعيد المجتمع الدولي لحدة خطاباته وتهديداته بخصوص الرئيس اليمني صالح حيث اكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان امس رفضها أن يشمل أي اتفاق لنقل السلطة في اليمن عفوا عن الرئيس علي عبد الله صالح الذي تُتهم قواته بقتل المتظاهرين السلميين وجرائم أخرى، وهو موقف شاطرتها فيه منظمة العفو الدولية.

وتضع مثل هذه التصريحات نظام الرئيس اليمني صالح في موقف مواجهة حادة مع المجتمع الدولي حيث ان مثل هذه المؤشرات تؤكد ان نظام المجتمع الدولي يتجه صوب عزل نظام صالح ومحاكمة رموزه

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

القصة الكاملة لأغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي من البيان رقم 1 إلى عشاء اليوم الأخير


عصر ذلك اليوم وكان الخميس 13يونيو / حزيران 1974 إذاعة صنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية "اليمن الشمالي"، والتي يغطي بثها ويسمع بوضوح على مساحة كبيرة من اليمن الطبيعية، وفي دول الجوار فجأة بدأت ببث الأناشيد الحماسية..

الله واكبر يابلادي كبري .. وخذي بناصية المغير ودمري

وغيرها... بالإضافة الى مارشات عسكرية ، وبين أغنية وأخرى المذيع معلناً عن بيان هام سيذاع بعد قليل فترقبوه!؟.

في ثوان التف الجميع حول جهاز الراديو ، فلم يكن قد ادخل التليفزيون الى الشمال بعد ( اول ارسال في الجنوب 11/9/1964، وفي الشمال 24/9/ 1975)، بعد قليل هذه امتدت لساعات ، وكلما طال الانتظار كلما كثرت التخمينات والتوقعات، ولان الصورة لم تكن واضحة مائة بالمائة، وكون الإذاعة قدمت هذا النوع من الأناشيد الوطنية، والتي يعود اغلبها الى فترتي الخمسينات والستينات مرحلة المد القومي والمواجهة مع القوى الاستعمارية، والتي تهدف عادة الى رفع المعنويات القتالية أو الاستعداد لها ، وحشد الشعب وراء قيادته فاغلب الظن أن الحرب قد اندلعت للمرة الثانية بين شطري اليمن ، وبين من هو مستاء و حزين للقتال بين أبناء الوطن الواحد خاصة وحرب1972 لم تمح بعد آثارها المؤلمة من ذاكرة الوطن، ولان الوضع السياسي في تلك الفترة كان متأزما بما فيه الكفاية وفتيل الحرب جاهزاً للاشتعال في أي لحظة ولأتفه سبب،لأن كل طرف يحتضن ويدعم مادياً ومعنوياً وبلا حدود معارضي الطرف الآخر! البعض اتجه الى الاستماع لراديو عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " اليمن الجنوبي" لعل الصورة تتضح، فوجدوا برامجه عادية لتستبد الحيرة والقلق والترقب من جديد، ومع ذلك فقد يكون الجنوب الماركسي النظام والعقيدة التقدمي قد هاجم الشمال الرجعي بحسب الحرب الإعلامية بينهما في تلك الفترة ، ولهذا لا تزال القيادة في عدن تبحث عن سبب مقنع عربياً ومقبول دولياً أساسه إن لم يكن الدعم والمساندة من باق التقدميين فالحياد اقل شي من الدول التي لها مصالح في المنطقة، لأن الحرب هذه المرة اذا توسعت وأخذت البعد الإقليمي ، حتماً ستهدد هذه المصالح خاصة في الخليج النفطي، بينما القيادة في صنعاء لا تزال هي الأخرى تبحث عن سبب قوي وحاسم لحشد التعاطف والتضامن معها ضد هذه الجماعة الخطيرة…الخ!؟
عند الغروب قطع المذيع (عبدالله شمسان) الصمت الذي وصل الى حد التشنج ، معلناً بعد الديباجة الطويلة غروب عهد الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني ومجيء قيادة جديدة برئاسة العقيد إبراهيم الحمدي في انقلاب ابيض على رأس حركة 13 يونيو / حزيران التصحيحية (نص البيان في ملحق الوثائق)(شُكل مجلس القيادة في البداية من سبعة اعضاء الى جانب الحمدي ثم وسع الى تسعة هم:احمد الغشمي- يحي المتوكل- مجاهد ابو شوارب- علي الشيبة- حمود بيدر- علي الضبعي- درهم ابو لحوم- علي ابو لحوم، واضيف لاحقا عبدالعزيزعبدالغني وعبدالله عبدالعالم).
الرئيس السابق الشعب اليمني بأكمله يعرفه شكلاً وفكراً وسياسة بعد سبع سنوات عاصفة في الحكم ، بينما رئيس مجلس القيادة الجديد (رئيس الدولة) معروف في العاصمة صنعاء والمدن القريبة منها خاصة الفترة التي تولى فيها منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، وتأسيسه لهيئة التعاون الأهلي التطوير التي نفذت العديد من المشاريع بمبادرات ذاتية من المواطنين ، كشق الطرق وبناء السدود والمدارس والمستوصفات الطبية..
ولأن نسبة الأمية مرتفعة فليس الكل يقرا الصحف او المجلات ولاوجود للتليفزيون ، أول سؤال تبادر الى أذهانهم ..كم عمره؟ وكيف يبدو؟ وكيف يتحدث؟ فالقاضي الارياني عندما خلف المشير / عبد الله السلا ل أول رئيس للجمهورية بعد الثورة على النظام الملكي في الشمال عام 1962 في انقلاب ابيض أيضا ، كانا متقاربين في العمر على أبواب العقد الخامس.

اليوم التالي وزعت الصحيفتين الرسمية الثورة التي تصدر في صنعاء والجمهورية شبة الرسمية التي تصدر في تعز، وعلى الصفحة الأولى صورة العقيد الحمدي شاب من مواليد 1943 في مدينة قعطبة لواء إب الحدودية بين الشطرين ذات الأهمية في وقت السلم والحرب واللقاءات الوحدوية المهمة حيث احتضنت أهم قمة بين الحمدي وربيّع في 15/2/1977.

بعد ان عرفوا شكله باتوا في شوق لسماع صوته.. بعد ثلاثة ايام مساءاً وجه خطابه وبيانه السياسي الأول فلمسوا فيه دفء الصوت والبلاغة في الالقاء لتبدا مقارنة لم تنته بين رجلين احترموا في الاول وقدروا له دوره النضالي الطويل ضد الحكم الامامي الظالم المستبد المتخلف ، ومعاناته في السجون لسنوات ، ويكفي انه أعيد من ساحة الاعدام مرتين وقبل دقائق فقط من طيران رأسة فلقب بالشهيد الحي، واكبروا فيه غزارة علمه وتحمل المسئولية في فترة حرجة للغاية كان رجلها بالفعل ، وعابوا عليه ترك البلد وخيراتها نهباً لفئة اعتبرت نفسها فوق القانون العام وسنت قانونها الخاص مع القوي ضد الضعيف، فكان لابد من عمل عظيم يصلح الخلل الفظيع الذي اصاب المجتمع ، ويهدده بالانهيار ويعيد الثقة للمواطنين البسطاء الطرف الضعيف في معادلة ما قبل الحركة ، لكنهم كانوا في نظر الحمدي الطرف الأقوى لأنهم الغالبية بنظامهم الجمهوري ، وأهداف ثورتهم الستة ويقضي على الفساد والرشوة والمحسوبية، وهو البرنامج الذي اعده الحمدي وقدمه الجيش بأسم مشروع القوات المسلحة للاصلاح المالي والاداري في 5/9/1971، وبعد ثلاثة عشر يوماً عين نائباً لرئيس الوزراء للشؤون الداخلية في الحكومة الجديدة ومغزى التعيين ان يشرف شخصياً على تنفيذ ومتابعة مشروعة التصحيحي الذي اصطدم بعقبات كثيرة (انظر قرار اعادة احياء مشروع التصحيح في الملحق) .

يوم 18 يونيو / حزيران 74 ودع الحمدي القاضي الارياني رسمياً في مطار تعز المدينة التي احبها الاثنين والواقعة بين صنعاء وعدن متوجها مع أفراد عائلته الى منفاه الاختياري دمشق، ذهب ومعه العديد من الأسرار لم يسرب أي شئ منها بل أراد أن تحكي مذكراته وتكشف كل الحقائق بعد وفاته ، مثلاً هل صحيح انه قدم استقالته الى القوات المسلحة ليحذو حذوه مكرهين باقي كبار المسئولين وخاصة رجل السعودية القوي الشيخ / عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس الشورى ، والذي كانت ممارسات المجلس أحد أسباب التغيير، والذين ضاق القاضي ذرعاً بهم وبتصرفاتهم التي تجاوزت كل الحدود على الاستقالة وفي غياب الرجلين القويين العقيد / محمد الارياني القائد العام للقوات المسلحة الموجود منذ شهور في فرنسا للعلاج والعقيد / حسين المسوري رئيس هيئة الأركان الذي توجه الى الأردن في اليوم السابق للحركة (بعد خمسة ايام صدر قرارا بتعيين الارياني سفيرا لدى بريطانيا والمسوري سفيرا لدى مصر. المسوري كان ضمن الوفد اليمني الذي زار السعودية في17/3/73 برئاسة القاضي عبدالله الحجري رئيس الوزراء وعضوية محمد احمد نعمان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وقيل يومها انه تم تجديد اتفاقية الحدود المرفوضة من الشعب اليمني لعشرين سنة قمرية. اغتيل النعمان في 28 /6/74 في العاصمة اللبنانية بيروت، والحجري في10/4/ 77 في العاصمة البريطانية لندن ) فاسحاً الطريق أمام العقيد الشاب نائب القائد العام ليقصقص أجنحتهم ويوقف عبثهم ، أم ان المعسكر الآخر والمقصود به الشيخ الأحمر وجماعته هم الذين دفعوه الى الاستقالة من خلال صفقة مع الشاب الطموح هي أن تحكم ولا تملك او العكس! قد يكون ذلك صحيحاً الى حد ما وكتكتيك منه وهو العسكري المتمرس الذي تولى الكثير من المناصب الهامة رغم صغر سنه، استعان في البداية بعدد كبير من أركان العهد السابق رغم علامة الاستفهام الكبيرة التي تحاصر تاريخهم بحكم مزاملته لهم، ويوماً بعد يوم سحب الشعب البساط من تحت أقدامهم وعندما أحسوا بالغربة مع الوضع الجديد تلاشوا ، بعضهم بصمت والبعض بضجيج كما حدث في مؤتمر مدينة خمر القريبة من صنعاء ومعقل الشيخ الأحمر الذي عقد في15 فبراير/ شباط75،

وحضره عدد كبير من المشائخ والضباط المبعدين من الجيش وقد اعتبروا ان الحمدي غاصبا للسلطة.. الشيخ الأحمر نفسه كان قد رعى في 18/6/74 مؤتمرا لقبائل اليمن عقد في قرية المعْْْمر ناحية همدان إحدى ضواحي صنعاء، ووصف الحركة يومها بأنها جنبت البلاد فتنة عمياء!؟.. كان يعرف صعوبة تغييرهم دفعة واحدة في مجتمع القبيلة هي الاقوى ، والمادة هي الوسيلة لبلوغ الغاية المصالح الشخصية على حساب مصالح الوطن؟.

في أول يوم رئاسة وبعد مراجعة سريعة للمواضيع المهمة في أجندته المزدحمة اصدر أمراً عاجلاً بوقف الحملات الإعلامية ضد الجنوب وقيادته مع التأكيد بأن الوحدة ستظل هي الخيار الوحيد للشعب اليمني مهما تباينت الآراء والمواقف، ولأنها هدف عظيم فإنها تحتاج الى تضحيات عظيمة..

فبادله على الفور الرئيس سالم ربيّع علي الشهيربسالمين نفس الرغبة ونفس الشعور مؤسسين لعلاقة قوية بينهما اخذت الطابع الشخصي اكثر من الرسمي.

بدا الرجل مهمته الشاقة بجهد جبار يعاونه مجموعة من الوجوه الشابة والمؤهلة أكاديميا في بناء الدولة الحديثة دولة النظام والقانون والمؤسسات ، وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة من قائد جمع في شخصيته القوة والقدوة مضافاً إليها ثقافته وتميزه خلال دراسته المدنية والعسكرية، والأهم الأسرة العريقة التي جاء منها كقاض(خلال فترة عمله القصيرة في سلك القضاء في غياب والده القاضي محمد صالح الحمدي كانت تنتهي احكامه الى الصلح بين المتخاصمين) ان العدل أساس الحكم ، وأساس الحكم مخافة الله ، وان لا يخاف في الحق لومة لائم .

امر بتعليق عبارة الله جل جلاله بدلاً من -صورته.

- انزل جميع الرتب العسكرية التي وصلت الى التضخم وحامليها الى التخمة للمقدم بما فيها رتبته فأعاد للجندي والصف والضابط الهيبة المفقودة (نص القرار في ملحق الوثائق).

منع استخدام السيارات الحكومية والعسكرية -وسيارات المؤسسات العامة والمختلطة للأغراض الشخصية (انظر ملحق الوثائق).

زيادة المرتبات مع اربعة مرتبات اضافية تصرف في مناسبات عيدي الفطر والاضحى وذكرى الثورة وذكرى الحركة.

البساطة والتواضع حياة وسلوكاً لازماه هو وافراد اسرته حتى اخر ايامه.

التنقل بدون حراسة او موكب مع السائق او لوحده بسيارته الفولكسواجن.

القيام بزيارات ليلية متنكراً .

الزيارات المفاجئة للدوائر الحكومية والأمنية والعسكرية ( اخر زيارة مفاجئة له كانت الى مدينة تعز قبل اغتياله باسابيع قليلة وقيل يومها انه كان قاسيا جدا في توبيخ وانتقاد مسؤولي المحافظة على التسيب وعدم الالتزام الوظيفي .. قائد اللواء الرائد علي عبدالله صالح – المحافظ عبدالسلام الحداد – ومدير الامن محسن اليوسفي).

حاسب نفسه قبل ان يحاسبة الآخرين ، مطبقاً - مبدا من اين لك هذا.

صارم على كل من حوله وخاصة أقربائه .. -حرصه على المال العام حقق للخزينة العامة فائضاً حيث بلغت الأرصدة الاحتياطية للريال اليمني بالعملة الصعبة (الدولار) بحسب ما ورد في نشرة الصندوق الدولي الفصلية ديسمبر / كانون أول 1977(825) ثمانمائة وخمسة وعشرون مليون دولار وهو رقم عال اذا ما قورن باحتياطي مصر آنذاك الذي قارب (240) مأتيين وأربعين مليون دولار .

يلتقي من يرغب بلقائه من المواطنين اسبوعيا -في لقاء مفتوح دون حواجز ووفق اجراءات سهلة وعادية جدا.

الغى مسميات الشيخ والسيد وابدلها بالاخ -والتي تعني سواسية ابناء الشعب.

تقبيل العلم عند المغادرة والارض عند العودة - من كل سفرة خارجية.

- - كل خطاب يلقية يأتي بالجديد.

بدأ في عهده موسم التشجير في مارس / اذار - من كل عام لاعادة الاخضرارالى اليمن السعيد.

سلم للمتحف الوطني كل الهدايا العينية التي - حصل عليها اثناء زياراته لدول شقيقة وصديقة ،لأنها من وجهة نظرة هدايا من شعب لشعب، والمسؤول ليس إلا وسيطاً، اما المبالغ المالية بملايين الدولارات فتم تحويلها الى خزينة الدولة.

- تفرغ حتى للشأن الداخلي فترسخ الأمن الشامل مع التنمية الشاملة، ولأنه قارئ جيد للتاريخ فقد قرر إعادة بناء سد مأرب عصب الحياة المزدهرة لمملكة سبأ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة سبأ " لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ " فقصد الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والذي تعود أصول عائلته الى اليمن والى مدينة مأرب تحديداً، فوافق الرجل على تحمل التكاليف ، فكانت الهدية الثانية من شعب الإمارات لشقيقة شعب اليمن بعد محطة التليفزيون، ولأنه مدرك لحجم الضغوط السعودية وتأثيرها على بلاده، لذا كانت وجهته الخارجية الأولى الى الرياض فالتقى المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز الذي اعجب به وبديناميكيته لكن هذا لم يمنعه من التعليق بقوله " سيتعبنا"؟!.

خرج المغتربون اليمنيون في العاصمة الرياض والذين جاؤوا من باق المناطق لاستقباله في استفتاء جماهيري أذهل السعوديين وقوات الأمن التي لم تستطع السيطرة على الوضع ، وقد ذكّر السعوديون ذلك الاستقبال باستقبال العمانيين لولي عهدهم قابوس بالمكانس بداية سبعينيات القرن الماضي ليعود مباشرة ويطيح بابيه وينقل بلاده بعد الانغلاق والتخلف لسنين طويلة الى الثروة والتقدم ، وقد تداول الظرفاء العبارة التالية : يا عماني يا عماني اترك المكنسة لليماني !.

عمل غالبية المغتربين اليمنيين وعددهم يفوق المليون في المهن الحرة وكعمال بناء ، بينما قلة يعملون في التجارة والاستثمار وقد حصنوا انفسهم واموالهم بالجنسية السعودية، واعتبرهم الحمدي على الدوام سفراء بل كان يردد : انهم سفراء يدفعون للدولة ! ومن اجلهم عُقد المؤتمرالاول للمغتربين مارس / آذار 1976 ليعرف منهم عن احتياجاتهم من الحكومة فوجدهم يقدمون الكثيربسخاء ويطلبون القليل باستحياء؟! .

ذلك الاستقبال الحاشد والكاريزما أزعجتا السعوديين وأحسوا بأن الرئيس الشاب في طريقة للابتعاد عنهم وعن وصايتهم مستنداً على أرضية جماهيرية واسعة ومنجزات عملاقة ومشاريع طموحة (علاقة الحمدي بدول الخليج كانت جيدة فقد تراس الوفد اليمني المهنئ لبعض دوله بانتهاء الحماية البريطانية) والبوادر هي:

الاولى: دعوة اليمن لعقد مؤتمر قمة عربي طارئ لبحث تداعيات الحرب الاهلية في لبنان التي اندلعت في فبراير / شباط 1975 ووقف نزيف الدم بين الاخوة وإقتراح تشكيل قوات الردع العربية فاستغرب المراقبين ذلك من اليمن الجديد الذي كان آخر من يعلم وآخر من يتكلم، يمكن لأنه يبدأ بحرف الياء آخر الحروف الابجدية !؟.

الثانية : قمة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة السيرلانكية كولومبو في يوليو / تموز 1975 ، وانتخبت اليمن لسكرتارية المؤتمر وسط حضور يمني ملفت للنظر.

الثالثة : مارس / آذار 1977 دعوة اليمن الى عقد قمة للدول المطلة على البحر الأحمر لباها رؤساء جنوب اليمن سالم ربيّع والسودان جعفر النميري والصومال سياد بري، وتجاهلتها السعودية طبعا لأسباب معروفة حيث بدا اليمن في ظل قيادة الحمدي ينحو بعيدا عن الفلك السعودي، وأيضا لأنها كانت قد بدأت التحرك لفكرة كهذه لم تلق التجاوب! ومصر الذي من المستغرب له رغم العلاقة الودية المتميزة بين الحمدي والرئيس أنور السادات الذي يذكر جيدا إصرار الحمدي عندما كان نائباً لرئيس الوزراء للشؤون الداخلية على تسليم الجاسوس الإسرائيلي باروخ مرزاحي، الذي القي القبض عليه في اليمن في26/5/ 1972الى مصر مضحياً بالأمن القطري لصالح الأمن القومي العربي في مواجهة حامية الوطيس مع وزير الداخلية وقتذاك علي سيف الخولاني ، والتي أشار إليها أحد ضباط المخابرات المصرية الذي كلف بملاحقة الجاسوس في مذكراته التي نشرتها مجلة آخر ساعة المصرية على حلقات في أواخر 1976، فقد استفادت القيادة المصرية من الكم الهائل من المعلومات التي حصلوا عليها منه في حرب أكتوبر / تشرين أول 1973، كما سمحت اليمن لقوات مصرية بإغلاق مضيق باب المندب على مدخل البحر الأحمر والذي يقع ضمن السيادة اليمنية .. ( اكثر زياراته كانت الى السعودية ومصر).

أما المحطة الحساسة والخطيرة فكانت زيارته التاريخية الى فرنسا يوليو/ تموز 1977 والتي استقبل فيها الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان ضيفه في مطار اورلي وليس في قصر الاليزية كما يقتضي البروتوكول الفرنسي ، ونجاح الزيارة وأهميتها تمثل في صفقة الأسلحة الفرنسية المشتراة والمدفوعة قيمتها نقداً بالكامل في مفاجأة للسعوديين شعروا بأن صفقة بهذا الحجم وبهذا التنوع ليست دفاعية أبدا !(ابلغ الحمدي مع دخول الطائرة الاجواء الفرنسية بارتزاقه مولودة الرابع الذي طلب منهم تسميته ذو يزن نسبة للملك الحميري سيف بن ذي يزن محرر اليمن من الحكم الحبشي وموحده ، اما بقية اولاده فهم: دكتور محمد استاذ في كلية الهندسة جامعة صنعاء، ونشوان رجل اعمال وبنت واحدة افراح) ( أثناء العودة من هذه الزيارة قام الحمدي بزيارة الى تونس وأعلن بأنه سيتوجه بعدها في زيارة الى ليبيا ، ولكنها لم تتم فقد عاد الحمدي مباشرة الى صنعاء، مما دعا السفير الليبي الى لقاء الحمدي لمعرفة سبب إلغائها .. تم الإعلان عنها في بيان رسمي ، وعندما لم تتم لم يصدر أي بيان بذلك كما جرت العادة، والذي يعتقد لم يكن في الأساس سوى ان القذافي الذي كان يعتبر نفسه وريث الإرث الناصري وجد في الحمدي منافسا له على ذلك ، وكانت العلاقة بينهما على اقل مستوى).

سبتمبر / أيلول 1977 وفي آخر خطاب له بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لثورة ال 26 من سبتمبر / أيلول أعلن ان شهر العسل قد انتهى وبقدر المعنى الواضح حيث كان يعني في الأصل فئة التجار، الإّ ان ما بين السطور حمل الكثير ! ماذا كان يعني بالضبط .. هل يعني السعودية ؟ هل يعني مراكز القوى والتسلط والسيطرة التي أعادت ترتيب صفوفها ؟ هل يعني الفاسدين الذين لم تردعهم الشعارات التصحيحية والتي لم تكن في الواقع سوى شعارات، ومع ذلك أثرت واتت بالنتائج الإيجابية.. فلم يعلن مثلا عن قطع يد سارق أو محاكمة مرتشي، ولم يحاسب فاسد أساء استخدام أمانة المسئولية رغم وجود اللجنة العليا للتصحيح المالي والإداري، حرصه انصب على إنهاء الفترة الانتقالية التي قد تطول أو تقصر بأقل الخسائر والأخطاء، كما حرص كذلك على إظهار ان الحركة خرجت من رحم ثورة سبتمبر / أيلول الأم وأنها جاءت لتجديدها وخلق الفاعلية لأهدافها الستة التي أصبحت حبراً على ورق وليست بديلاً عنها كما اتهموه!( كان يحتفل بعيد الثورة في صنعاء ثم تعز واخيرا الحديدة) منطلقاً نحو المستقبل مع الشعب الذي اعتقد انه سيحميه بالتفافه حوله وسيجعل من يفكر في إيذائه يفكر بدل المرة مليون وان حصل فلن يهنا بالنعيم ولن يملئ الفراغ رغم إيمانه وكما كان يردد دائما: بان لا حذر من القدر.

10اكتوبر / تشرين أول من نفس العام أعلن انه سيقوم بزيارة تاريخية الى عدن هي الأولى لرئيس شمالي الى الجنوب للمشاركة في احتفالات الذكرى الرابعة والعشرين لثورة ال14 من أكتوبر/ تشرين أول التي طردت الاستعمار البريطاني ولاتخاذ خطوات وحدوية حاسمة .. ماهي هذه الخطوات ولماذا حاسمة؟!.

هل سيتم إعلان الوحدة بين الشطرين؟ او وضع اللمسات النهائية لها ؟ وهل وافق الرئيس ربّيع بان يتولى الحمدي رئاسة اليمن الموحد (الوحدة في الاساس كانت تعني عودة الفرع الى الاصل،وفقاً لمعطيات التاريخ والاتفاقات الوحدوية الموقعة في العاصمتين المصرية والليبية آواخر عام 1972..كما ان صنعاء عاصمة الشمال هي العاصمة التاريخية لليمن الواحد ) مع إزاحة العناصر الماركسية المتشددة والمرتبطة بالاتحاد السوفيتي، عبد الفتاح إسماعيل وجماعته والابتعاد التدريجي عن التبعية المطلقة للسوفييت ، وتأسيس علاقة متميزة مع الصين ؟!(تم تاجيل زيارة الحمدي للصين قبل ايام قليلة من القيام بها بسبب وفاة الرئيس الصيني ماوتسي تونج في 9/9/1976 ، وقد تمت بعد اختيار الرئيس الجديد هوا كوافنج ، فكان الحمدي آخر رئيس كان ماو يستعد لاستقباله ، وعندما تمت بعد شهرين كان الحمدي اول رئيس يستقبله كوافنج).

صباح اليوم التالي صدرت أوامر عاجلة من الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران ومسؤول ملف اليمن منذ الحرب اليمنية السعودية 1934 يوافقه بعض أفراد الأسرة المالكة بإيقاف قلبه عن الخفقان وفكرة عن الدوران (عندما زار الأمير سلطان اليمن للمرة الأولى في 10/4/1976لحضور اجتماعات مجلس التنسيق اليمني السعودي الذي تم تأسيسة في جده 14/8/1975واستقبله الحمدي في المطار لُفت نظره من قبل بعض أعضاء مجلس القيادة الذين يتحسسون من العلاقة مع السعودية كيف يستقبل وزير استقبال الرؤساء ؟ فرد عليهم بلطف وهو يعلم تأثير وقوة الأمير لقد أراد تهدئة اللعب والشد والجذب مع السعوديين، واشبع غرور سلطان بالاستقبال كملك خاصة بعد اغتيال الملك فيصل في 25/3/1975 الذي رحمة الله عليه رغم دهائه السياسي ومواقفه السياسية المعروفة تجاه الأنظمة الثورية، وكل من يذكره بعبد الناصرالإّ انه كان يقدر ويحترم من يبنون أوطانهم رغم خلافه معهم ولم يتبع أسلوب القتل ضد معارضيه ، كما انهم كانوا يرجعون اليه في كل كبيرة وصغيرة على عكس الملك خالد ، مضيفاً ان سلطان جاء حاملاً الخير لليمن( اعلنت الحكومة السعودية انها ستنفذ في اليمن العديد من المشاريع الحيوية ،كان الفرق بين المشاريع الكويتية والسعودية ان الاولى تضع على مشاريعها لوحة صغيرة كتب عليها هدية الشعب الكويتي الى الشعب اليمني الشقيق بينما الثانية تضع لوحه كبيرة الحجم على مشاريع عادية جداً رغم قلتها وكانت تفضل الدفع نقدا) ومن يأتينا بذلك ليس فقط استقبله في المطار بل احمله فوق ظهري ، وعندما تكرر نفس الشيء مع نائب الرئيس المصري حسني مبار ك في 21/9/1977 لم يفعلو لسبب واحد فقد كانوا يعرفون تقديره وتقدير الشعب اليمني كاملاً لمصر وتضحياتها في دعم ومساندة الثورة اليمنية ومن النفاق القول ان حدسه بان مبارك سيكون الرئيس القادم لمصر).

ولان الشعب اليمني يغفر ويتجاوز كل شئ الإّ القضايا الأخلاقية، تلقى ظهراً اتصالاً من نائبه المقدم احمد الغشمي

يدعوه الى منزله الذي يقع في ضواحي العاصمة لتناول طعام الغداء المقام بمناسبة نجاح العملية الجراحية لاستئصال الزائدة الدودية التي أجريت لعبد العزيز عبد الغني رئيس الوزراء وعضو مجلس القيادة وقد دعي اليها عدد كبير من الوزراء والشخصيات السياسية والاجتماعية المهمة ، وغاب عنها الرائد عبد الله العالم عضو مجلس القيادة وقائد قوات المظلات اقرب المقربين الى الحمدي والذي لا يحمل أي ود للغشمي، ولن يتناول الحضور الغداء مالم يحضر الرئيس ولمناقشة أمر هام وعاجل لا يحتمل التأجيل وأمام تهرب الحمدي من تلبية الدعوة خاصة وقد كلف شقيقه الأصغر عبد الرحمن بتجهيز ما تيسر أي الموجود من الطعام للغداء (عبدالرحمن الحاصل على مؤهلات عليا في الهندسة من امريكا والعضو السابق في البرلمان مطابق لابراهيم شكلا وصوتا) وكذا مغادرة سائقة الخاص الحمّامي(قتل في بداية الثمانينات اثر سقوطة في بئر) ، عرض الغشمي إرسال سائقة الخاص يعتقد انه محمد الحاوري ( اصبح في مابعد قائد الحرس الخاص للرئيس علي عبدالله صالح ثم قائدا لقوات المظلات ثم الشرطة العسكرية...) أثناء ذلك وصل سائق شقيقته الذي قام بتوصيله الى منزل الغشمي، بعد الانتهاء من طعام الغداء والدردشات الجانبية والعامة غادر الجميع وبقي الحمدي لمعرفة الأمر الهام الذي لم يكن سوى محاكمة قصيرة طرفها الرئيسي الغشمي وآخرين كان للحمدي فضل كبير عليهم؛ وهنا كثرت الروايات عن اللحظات الأخيرة في حياة الحمدي تقول إحدى الروايات ان الغشمي ابلغ الحمدي بان أخيه عبد الله الضابط العنيد والعنيف والذي يخشاه كل القادة العسكريين أولهم هو(كان إبراهيم يتحاشى ان يجتمع وأخيه عبد الله قائد قوات العمالقة المتمركزة في مدينة ذمار التي تبعد حوالي ثمانين كيلومترا الى الجنوب من صنعاء في مكان واحد مهما كانت المناسبة) ، الذي كثيراً ما قام إبراهيم بالاعتذار للغشمي عن تصرفات أخيه نحوه قد تم قتله في غرفه مجاورة ، وانك ستلحق به وعهدك يجب ان ينتهي وحراستك الرمزية غادرت بعد ان ابلغهم أحد الموجودين معنا هنا بأنك وكعادتك المحببة الى نفسك و التي يعرفونها فيك قد غادرت خلسة بمفردك للقيام بجولة تفقدية من دون حراسة، وعليهم العودة الى منزلك، نظرة سريعة من الحمدي الى الغشمي حملت معنى واحد، لقد حذروني منك ولكني تجاهلتهم ، ونظرة أخرى الى شخص من صغار الضباط كان من المبالغين في الإعجاب بالحمدي وبقيادته الفذة .. تريدون السلطة خذوها واكملوا مابدأنا ه هذا الشعب أمانة في أعناقكم ، انا مستعد للتنازل اذا قبلتم ببقائي في اليمن كان بها ، واذا أردتم ان اخرج فسأخرج، تذكر يا أبو صادق مخاطبا الغشمي اننا ودعنا القاضي الارياني من تعز معززا مكرما ، أردنا ان تكون حركتنا تصحيحية بيضاء نقية لم نبدأها بالدم، يقال ان الغشمي راق له العرض ولكن بعض الموجودين اعترضوا موضحين ان الحمدي اذا خرج فسيعيده الشعب وعلى أجسادنا التي ستكون البساط الأحمر الذي سيمشي فوقه، لأننا كشفنا أوراقنا كما أننا قد قتلنا أخوه هل تعتقد موجهين حديثهم الى الغشمي انه سيسامحنا؟ كلمة واحدة منه الى الشعب ستفتح علينا أبواب جهنم! وبطريقة هستيرية أطلقوا النار عليه.

رواية ثانية تقول: بعد دعوة الغشمي غيّر الحمدي ملابسة الرسمية على عجل واستبدلها بالزي الشعبي، وعندما وصل ادخل الى صالة الاستقبال (الديوان باللهجة اليمنية ومعروف عن ديوان الغشمي انه من الكبر والاتساع بحيث انه اذا اراد شخص مخاطبة شخص اخر بعيد عنه فما عليه الا استخدام الميكرفون ) وبعد مغادرة الضيوف استبقي الحمدي لمعرفة الأمر الهام والعاجل ، فجأة دخلتا علية شابتين فرنسيتين هما فيرونيك تروي ( من اصل روسي ابنة لجاسوس مزدوج يدعى ديمتري تروي كان يبيع معلوماته للروس والصينيين على حد سواء وعند افتضاح امره هرب مع ابنته الى فرنسا ) وفرانسواز سكريفانو ، قيل ان الحمدي تعرف على فيرو أثناء زيارته الناجحة لفرنسا فأرادوها بقدر نجاحها ان تكون لعنة تؤدي الى نهايته ، بدأتا بتقبيله واحتضانه مع دخول مصور لالتقاط عدة صور كدليل للسلوك الفاضح للزعيم الذي أحبته الأمه، الذي بدلاً من التفرغ للإعداد والتحضير للزيارة التي سيقوم بها الى عدن بعد ساعات قليلة هاهو يبذل جهداً خارقاً في حياة اللهو والمجون مع الساقطات المستوردات من الخارج؟! استل "الجنبية " الخنجر اليمني التقليدي لاحقاً بالمصور لطعنه هائجاً كالأسد الذي وقع في المصيدة : عملتها يا غشمي .. غدرت بي يا جبان؟! وفي ثوان انطلق الرصاص بغزارة وبشكل جنوني عليهم الثلاثة ! ، كانت الفكرة تصويره معهن ثم توجيه تهمة الزنا اليه والى شقيقة ، وتسجيل اعترافه بإخلاله بالأمانة والثقة التي وضعهما الشعب اليمني فيه وإذاعتها على الملأ عبر وسائل الإعلام ، فيكون القرارالرحيم بتسفيرهما الى خارج اليمن ، فيدمر الرصيد السياسي الهائل الذي حصده الأول في فترة قصيرة والرصيدالعسكري للثاني..صحيفة الأهالي المصرية والتي تم توزيعها في نفس الأسبوع في الأسواق اليمنية، والتي يبدوان الرقابة لم تنتبه الى الموضوع الذي أشار الى انه من غير المعقول حدوث ذلك من رئيس لديه ساعات فقط للقيام بزيارة تعتبر تاريخية تتطلب منه إعداد الملفات التي سيحملها معه!.

رواية ثالثة : بعد انتهاء مراسم الجنازة وهدؤ الفورة الشعبية التي لم تكن كالهدؤ الذي يسبق العاصفة ا والزلزال، وبعد محاكمة سريعة فيها من الإهانة الكثير قتل مع أخيه ثم الفرنسيتين، وهذه الرواية ارتكزت على رفض السماح لأفراد العائلة برؤية الجثتين ووسط همس أفراد العائلة بان الجثتين المكفنتين المعروضتين أمامهم ليستا لإبراهيم وعبد الله؟ !.

(مساء الأحد 2/10/1977 استقلت فيرو وفرانكا طائرة الخطوط الإثيوبية التي انطلقت بهما من باريس الى أديس أبابا وبعد توقف لم يتعد الساعة الواحدة تابعت الطائرة رحلتها الى صنعاء، ونزلت الشابتان في المطار اليمني حيث استقبلهما موظفان في الأمن العام يشبهان الى حد بعيد الشابين اللذين أوصلاهما بالسيارة الى مطار اورلي وسهلا دخولهما الطائرة بعد ان سلماهما الجوازين اللذين يحملان تأشيرة الدخول الى اليمن، وأنزلت الضيفتان في سام أوتيل (يقع على بعد أمتار قليلة من مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة حيث مكتب الحمدي الرئيسي الذي كان يدير منه شؤون الدولة) وهو الفندق العصري الوحيد في المدينة ولكنهما لم تستطيعا الخروج من الغرفة فقد وضعت السلطات اليمنية حراسة مشددة حولهما ...لم يعرف حتى الآن كيف أمضت الشابتان أيامهما في اليمن ولا كيف انتقلتا من صنعاء الى تعز، وكل ما هو معروف اليوم ان فيرو بعد أسبوع من وصولها الى اليمن بدأت تتخوف من هذه السفرة الغريبة حيث كل شي متوفر وحيث الضيافة رائعة، ولكن حيث لا حرية في التنقل فاتصلت هاتفيا بضابط كبير من أصدقائها في باريس لان المخابرات الدولية مؤمنه في الفندق، وقالت له انها سجينة في قفص ذهبي ولكن سجينة حتى العاشر من تشرين الأول أكتوبر(1977)...

وصلت أنباء مقتل الصبيتين الى باريس بعد أسبوع وكانت قد انتشرت قبل ذلك أنباء مقتل الرئيس اليمني، صعق والد فيرو عندما عرف بالأمر وحاول الاتصال بالمخرج ليبوفيشي ( منتج سينمائي فرنسي رتب رحلة فيرو التي اصطحبت معها صديقتها فرانسواز او فرانكا كما يسمونها الى اليمن، وقد قتل بعد سبع سنوات في ظروف غامضة واتهم والد فيرو بالعملية) ولكن المخرج تهرب من الاجتماع به وكأنه يخشى تحمل مسئولية ما حصل؟!).

ومثل كثير من عمليات الاغتيال الغامض لشخصيات مهمة، سيظل هناك تلهف لمعرفة الحقيقة كاملة.. فمتى؟؟

السؤال المهم ما الذي جعل الاغتيال يتم بهذه السرعة وبهذه الخطة المفضوحة وفي وضح النهار؟ الجواب أكيد أنها الزيارة الهامة جدا التي ستتم بعد ساعات الى الجنوب، والتي لا يعرف عن تفاصيلها ودوافعها الحقيقية ونتائجها سوى اقرب رجلين إليه عبد الغني وعبد العالم ، ولكن اتضح ان المسؤولين السعوديين وفي مقدمتهم سلطان حصلوا على المعلومات التفصيلية الكاملة والدقيقة لهذه الزيارة ، والتي ستعني الكثير لمسيرة الوحدة اليمنية و ستخلط الأوراق في اليمن وان كان سيريح السعودية إبعاد عبد الفتاح الإّ أن أي خطوة متقدمة باتجاه الوحدة الحقيقية تقض مضاجعهم وتقلق منامهم! .

عند منتصف الليل والغالبية العظمى نيام أعلن الخبر الفاجعة (بصوت المذيع عبدالملك العيزري) فظنوا أول الأمر انه كابوس، وعندما تأكدوا انه حقيقة عرف الجميع على الفور الأمي قبل المتعلم الفاعل والدوافع ، وبعد تصريح الناطق الرسمي حول الحادث الذي أذيع بعد خمسة أيام وغمز بخبث الى المنزل المتواضع ( للزعيم المتواضع) الخاص بالراحة ( الجنسية ) :

" في فترة بعد الظهر من يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر / أكتوبر الجاري غادر منزلة الذي اعتاد استقبال بعض الزائرين والموظفين فيه الى المنزل المتواضع الذي استأجره أخوه المقدم عبد الله محمد الحمدي، وجعله شبه استراحة للاستجمام من عناء الأعمال..." ثم كلمة الغشمي بعد أربعة أيام وجاء فيها: ".. . ومع ذلك راح المغرضون ينشرون الشائعات والأقاويل، ولعلهم استغلوا عدم قيامنا بإصدار بيان يوضح ظروف الحادث، ولقد كان سكوتنا بدافع الوفاء (يقصد بالوفاء عدم إعلان تفاصيل الحادث النسائي المشبوه على الملأ)! ...ان القتلة المجرمين ما كانوا ليستطيعوا ان يطالوه ويغتالوه لو انه لم يكن يستهين بحياته ونفسه ، ويخرج في بعض الأحيان لوحده ويقود سيارته بنفسه متخففاً من قيود الحراسة التي كانت مفروضة عليه بحكم أهمية مركزه ، كما كنا نقول له : انك لست ملك نفسك وانما ملك الناس جميعاً الذين يعلقون عليك الآمال ويرون فيك القائد والزعيم، وكان يعدنا بالعدول عن ذلك فيعدل لفترة ثم يعود الى الخروج وحيداً معتمداً على حب المواطنين له ... كيف يمكن ان يغتال رئيسنا وفي قلب العاصمة ؟ وكيف يمكن ان نقنع المواطنين بان الرئيس لم يكن مصحوباً بحراسة ومرافقين وانه كان في دار خاصة استأجرها أخوه الشهيد المقدم عبد الله الحمدي".

علق كل من سمع او قرا ذلك بالقول لقد اختيرت التهمة الغير مناسبة في الوقت غير المناسب، فالبيان والكلمة لم يشيرا لا من قريب ولا من بعيد الى المكالمة الهاتفية التي بموجبها ذهب الرئيس الى منزل النائب بلا عوده خاصة مع وجود شهود عليها ، كما تم التسريب الى وسائل الإعلام العالمية بما أسموه الفضيحة؟!وقد ُسئل الشيخ سنان أبو لحوم في مقابلة صحفية مع صحيفة الأيام في 2001عن ذلك اليوم فأجاب: باختصار ذهب الحمدي الى بيت الغشمي ولم يخرج ؟!.

يوم التشييع عبر الشعب عن غضبه وحزنه برمي خليفته الرئيس الغشمي بالأحذية التي نال ربيّع الذي شارك في الجنازة نصيبا منها على أنغام سيمفونية حزينة صاخبة بصوت واحد تداخلت واختلطت فيها عبارتان:

أين القاتل ياغشمي ؟!

أنت القاتل ياغشمي؟!

لم يهنا الخلف بكرسي السلف فبعد أسبوع دخل عليه في مكتبة الرائد زيد الكبسي صديق إبراهيم الحميم الذي بدا أولا بمحاكمته، ثم عندما همْ بإطلاق الرصاص عليه قاصدا قتله اختبأ الغشمي تحت الطاولة صائحاً بالحرس الخاص لنجدته فاردي الكبسي قتيلاً على الفور.

ثم قيام الرائد عبد الله عبد العالم قائد قوات المظلات بمحاولة تمرد فاشلة أواخر إبريل / نيسان 1978 كلف الرائد علي عبد الله صالح قائد لواء تعز بالقضاء عليها؟!( كان يطلق الحمدي على صالح وصف تيس الضباط ،ولم يكن القصد الفحوله بقدر مايعني العناد والاقدام ،ولذا تجاوز به الاقدم منه في الرتبه والخدمة فرقاه وعينه في فترة قصيرة في منصب هام ولمدينة استراتيجية ، قائداً للواء تعزوقائدا للقاعدة العسكرية خالد بن الوليد الذي اوصله في مابعد الى كرسي الرئاسة؟! ).

في 24/6/1978 وبعد ثمانية اشهر في الحكم جاء مبعوث خاص للرئيس ربيّع الذي اقسم فوق جثة الحمدي بأنه سينتقم من القتلة في زيارة لها علاقة بمحاولة التمرد حاملاً رسالة للغشمي وحقيبة ملغومة أودت بحياة الاثنين وليلحق به ربيّع بعد يومين إعداما بسبب تداعيات الحادث ومع ان الغشمي وبعد المتاعب الذي صادفها منذ اليوم الأول عزز من إجراءات الأمن بشكل مبالغ فيه، حيث ضم موكبه لأول مرة مصفحات عسكرية، الإّ انه في ذلك اليوم طلب ان يدخل اليه المبعوث الحاج تفاريش مباشرة و بدون تفتيش وكان دائم السؤال عنه و عن موعد وصوله أمام استغراب مدير مكتبة ؟!(استقبله في المطار المقدم محمد خميس رئيس المخابرات والرائد علي الشاطر مدير التوجيه المعنوي) .

بيان اغتيال رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة احمد حسين الغشمي (بعد تولي الغشمي الحكم وبعد تعيين اعضاء مجلس الشعب التاسيسي تم تغييرشكل رئاسة الدوله من مجلس القيادة الى رئاسة الجمهورية ) أذيع حوالي السابعة مساءاً وكانت المفاجأة الفرحة التي عمت الجميع (ليس مبالغة ولكنها الحقيقة) ، لأن ربيّع انتقم من قتلة شريكه في مسيرة الوحدة؛ وقد أوضح الرئيس الأسبق علي ناصر محمد في حديث لمجلة التضامن في 15/8/1987 العدد رقم 227 بان المبعوث قريب لصالح مصلح وزير الداخلية (الدفاع في ما بعد) صاحب فكرة اغتيال الغشمي وان ربيّع تردد كثيرا قبل الموافقة عليها ، ولكن التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية الحزب الحاكم في الجنوب حمله المسئولية كاملة ، وبعد الرفض والمواجهة المسلحة تم إعدامه مع مجموعة من مؤيديه ( الراوية التي انتشرت في الشمال قبل المقابلة مع علي ناصرتقول: ان تهديد ربيّع بالانتقام من القتلة وصلت الى عبد الفتاح اسماعيل الامين العام للجبهة القومية الذي كان ربيّع رئيس مجلس الرئاسة الامين العام المساعد له عن طريق احد اعضاء الوفد المرافق، والذي كان يبحث عن فرصة وسبب للقضاء على ربيّع ، وقد جاءته بعد الاتصال حيث تم تلغيم الحقيبة دون علم ربيّع لأن اصابع الاتهام ستتجه مباشرة اليه سواء تم الاغتيال او اكتشفت الحقيبة ، وعندما تمت العملية واتهمت وسائل الاعلام في الشمال مباشرة ربيّع بالوقوف ورائها ، دعي ربيّع الى اجتماع طارئ للمكتب السياسي للجبهة لتوضيح موقفه ، وقد رفض الدعوة واعلن التمرد الذي انتهى باعدامه) .
في 15/10/1978 قام مجموعة من أصدقاء ومؤيدي الحمدي الناصريين مدنيين وعسكريين بمحاولة انقلاب فاشلة بتمويل من ليبيا ضد خليفة الخلف الرئيس علي عبد الله صالح بعد ثلاثة اشهر فقط من تسلمه الرئاسة مستغلين وجوده خارج العاصمة في زيارة تفقدية لمحافظتي الحديدة وتعز(كان من ضمن الوفد المرافق للرئيس عبدالسلام مقبل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل احد قادة الانقلاب)؟! .

- قالوا عن الحمدي-

قضيت بعد ذلك ليلتين في مانيلا عاصمة الفلبين تعرضت خلالهما الى صدمتين الأولى أدبية والثانية معنوية ففي صباح اليوم التالي لوصولي طالعت في الصحف نبأ مصرع الرئيس اليمني إبراهيم محمد الحمدي في ظروف غامضة وكان رحمه الله محبوباً من شعبة ومحل تقدير واحترام ..
السفير / طلعت يعقوب الغصين خمس جنسيات والوطن واحد 1981

(منع في اليمن توزيع هذا الكتاب للسفيرالغصين حامل الخمس جنسيات عربية : فلسطينيية مصرية لبنانية يمنية كويتية ، رغم قيمته التاريخية والوثائقية عن اليمن لانه فقط فيه صورة للحمدي وتلك الاسطرعنه ، الغصين الذي عمل مستشارا خاصا للامام احمد بن يحي حميدالدين في منتصف الخمسينيات قبل الانتقال الى الكويت، كان في طريقه الى اليمن لتقديم اوراق اعتماده الى الحمدي كسفير للكويت وبعد الاغتيال عاد الى الكويت ،وتم تجهيز اوراق اعتماده التي سيقدمها الى الغشمي للمرة الثانية.. فتوفى امير الكويت الشيخ صباح السالم فاعيد تجهيزها للمرة الثالثة من الحاكم الجديدالشيخ جابر الى الرئيس الجديدالغشمي).

الجدير بالذكر أن المجموعة المحتجزة في مصر ضمت إبراهيم الحمدي رئيس اليمن في ما بعد (1974-1977) وصاحب الرؤية الناضجة في بناء الدولة المركزية في اليمن ، وصاحب نظرة بالغة التقدير للدور المصري في اليمن ( يقصد المؤلف مجموعة الوزراء والضباط الذين تم احتجازهم في القاهرة لمدة عام من سبتمبر/ ايلول 66 الى اكتوبر / تشرين اول 67 بعد خلافهم مع المشير السلال .. منهم من وضع في السجن الحربي كالحمدي والشيخ الاحمر والنعمان وغيرهم، و القاضي الارياني واخرون تحت الاقامة الجبرية .

ان الحمدي العضو السابق في حركة القوميين العرب حسب في فترة لاحقة على التيار الناصري كما ورد في كلمة لعبدالغني ثابت الامين العام السابق للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في الاحتفال بالذكرى ال17 للحركة التصحيحية بان الحمدي التقي القيادي البارز في التنظيم عيسى محمد سيف ( احد قادة الانقلاب الناصري الفاشل ضد الرئيس صالح عام 78 ) في25 ابريل/ نيسان 76 وانه ادى قسم الانضمام للحزب .

قورن سلوك الحمدي وخطواته بما قام به الرئيس الراحل جمال عبدالناصر( انظر لغة الارقام بين عبدالناصر والحمدي في الارشيف)
احمد يوسف احمد الدور المصري في اليمن 1962-1967 (1981)


11/10/1977 في ذلك اليوم لاقى الحمدي اغرب مقتل إذ سجلت الجريمة ضد مجهول لأول مرة في مقاتل الرؤساء، فقيل فيه عدة أقاويل كلها في صالح الحمدي إذ شيعت نعشة اكبر مظاهرة جماهيرية عرفتها صنعاء.
عبد الله البردوني .. اليمن الجمهوري 1983

قاد مشاريع تنمية اقتصادية ... وبدا ينهج سياسة مستقلة عن السعودية خارجياً، وسياسة إنمائية مركزية معادية للقبائل داخلياً .
د. عبد الوهاب الكيالي موسوعة السياسة الجزء الأول 1985

في 12 تشرين أول / أكتوبر 1977 نقلت وكالة الأنباء نباَ مؤلماً مصرع الرئيس اليمني الشمالي إبراهيم الحمدي 34 سنة وشقيقة المقدم عبد الله محمد الحمدي ، الجريمة أحدثت ضجة في كل العواصم العربية هي الضجة التي يثيرها عادة اغتيال رؤساء الدول، وساعد على إعطاء الحادث حجمه السياسي ان المقدم الحمدي لم يكن رجل دولة عادياً فطموحة الى بناء يمن معاصر كان طموح القادة التاريخيين ، شاب اسمر يحب اليمن اكثر مما يحكمها ، ويصل الليل بالنهار من اجل المستقبل في بلد لا يعرف طعم الراحة مات برصاصة، من حق اليمن ان يحزن .. فالحمدي بنى الجيش وأرسى كادرات الدولة الأولى، واستعان بالشرق والغرب معاً من اجل نقل دولة القبائل الى حد أدنى من المعاصرة ، ومن حق الذين يبحثون عن أسباب الاغتيال ودوافع الجريمة ان يبدأوا بطرح السؤال التقليدي من يستفيد من غياب الحمدي ؟ .
هاني الخيّر .. أشهر الاغتيالات السياسية في العالم 1985

كان الملك فيصل في بعض الأحيان يعبر عن عدم رضائه عن نظام الحمدي... وقد أثيرت مشكلة الحدود بين الدولتين في عهد الحمدي حيث تجدد الخلاف مرة أخرى عام 1974 بعد انتهاء مدة اتفاقية الطائف 1934
وقد ظل الحمدي محتفظاً بعلاقاته مع الجنوب والمعسكر الاشتراكي، ولم يرضخ لضغوط المشائخ ورجال القبائل الموالين للسعودية بالتخلي عن تلك العلاقة، الأمر الذي دفع القيادة في السعودية لان تدعو الحمدي للقاء سري في الرياض في أغسطس / آب 1977 بهدف مراجعة الموقف اليمني معه ، فقد كانت العلاقة بين الدولتين تمارس على مستويات مختلفة وتتأرجح بين التقارب والتباعد ، وقد قيل ان وجهات النظر بين البلدين كانت متباينة أثناء تلك الزيارة وان الخلاف اشتد عندما أصرت السعودية على اقتطاع جزء من الأراضي اليمنية وضمها الى السعودية .

( تبلغ مساحة الاراضي التي استولت عليها السعودية من اليمن اكثر من مليون كيلو متر مربع هي على التوالي: عسير 1926.. جيزان 1933.. نجران1934.. الشرورة 1961 .. الوديعة 1969 ، جزيرة الدويمه 1998 اضافة الى الربع الخالي)( انظرموضوع: معاهدة الحدود اليمنية السعودية نهاية ازمة ام البداية ؟ في الارشيف)
خديجة الهيصمي .. العلاقات اليمنية السعودية 1962-1980 (1988)

في هذه الأثناء كانت زيارة الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي لباريس ، كان ذلك في شهر تموز/ يوليو 1977، وأبدت الحكومة الفرنسية اهتماماً كبيراً بالزائر الشاب ولاسيما انه مستعد لإجراء اتفاقات تجارية وعسكرية مع الدول الغربية...في تشرين الأول / أكتوبر 1977وجد الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي مقتولاً مع شقيقة عبد الله وكان الى جانبهما شابتان فرنسيتان مقتولتان أيضا،الصحافة الفرنسية تحاول إعادة فتح الملف ، فقد تكون هناك اكثر من جهة مخابراتية ذات علاقة بالموضوع.. مخابرات دول شرقية وغربية غير المخابرات الفرنسية؟!.
نهاد صوراني .. مجلة الدولية 19/5/1993

قتل خصوم رئيس الجمهورية العربية اليمنية الرئيس إبراهيم الحمدي ومعه شقيقة، ثم قتلوا فتاتين فرنسيتين في الشارع والقوا جثتيهما مع جثتي الحمدي وشقيقة ، وجاء قاضي تعز وآخرون ليشهدوا ان الرئيس وشقيقة قتلا في حادث نسائي مشبوه وان ذلك من غضب الله.
الياس البيطار .. نذالة السياسة وسياسة النذالة .. صحيفة المستقبل الكندية 23/2/2000

من مكتب صغير في مبنى القيادة العسكرية كان الحمدي يقود اليمن ، كان يعمل ويأكل وينام في المكتب الصغير ، وقلت له يومها أنني صحافي ابحث عن الحقيقة فيما يجري في اليمن ؟ وتحدث الرجل يومها طويلا عن واقع اليمن المؤلم الذي عايشه وغاص فيه حتى النخاع ، وأسهب طويلا في الأسباب التي دعته الى الثورة على حكم الرئيس الارياني الذي يكن له كل التقدير، وامتد بنا الحديث يومها بينما الظلام يلف صنعاء كلها ليفتح الرجل قلبه ويفكر كما يقولون بصوت عال حول ما يرجوه لليمن وحول أحلامه للخروج من حلقة التخلف المطبقة عليه ، ومن دوامة النزاعات القبلية التي شلت حركته ، ومن دائرة الأطماع الخارجية التي تتنازعه يمينا ويسار، شرقا وغربا ، تقدما وتخلفا ، وكان الحمدي كريما معي فلم يكتف بان أكون أول من يجري حديثا صحفيا معه بعد الانقلاب(19 /6/1974) بل أعطاني بعض الوثائق والرسائل التي تبادلها مع الرئيس الارياني والتي تلقي ضؤا على حقيقة ما جرى ويجري في اليمن وقتها، واغتيل الحمدي قتل غدرا وقتلت معه طموحاته الحالمة وأحلامه الطموحة، كان رجلا صاحب قضية اخلص لها من البداية الى النهاية.

يحي حمزة مجلة الوحدوي الصادرة عن جبهة 13 يونيو للقوى الشعبية اليمنية(يونيو /حزيران1983) نقلا عن صحيفة الأنباء الكويتي
...وظهرت فيما بعد الطبيعة المتوازنة للسياسة الخارجية في تعزيزها على اكثر من خط وخاصة فرنسا والاتحاد السوفيتي كطرفي يمين ويسار في العالم، وهذا يخالف ما يطرحه البعض عن الطبيعة المتطرفة ليسارية الحمدي ، وهي التهمة التي كانت موجهة الى سالم ربيّع علي أيضا، والتي بسبب عكسها تماما في ما بعد استهدفته السياسة السوفيتية وقضت عليه وتتلافى ذكر اسمه في كل أدبياتها وتوثيقاتها المتواصلة للحياة السياسية الدولية والإقليمية والمحلية ،وهي الحقيقة التي دفع الزعيمان حياتهما ثمنا لها ولكونهما قد مثلا فرصة متجانسة ونادرة