الثلاثاء، 12 أبريل 2011





اللي ما تعرفش تتبخر...... يُحكى أن محاضراً فذاً أراد أن ينعش جمهوره من المتدربين فقال لهم : أريد أن أعترف لكم بسر وهو أني قضيت أفضل سنوات حياتي في حضن امرأة لم تكن زوجتي ! صُدم الحضور ودهشوا من جرؤة بل وقاحة محاضرهم الذي كانوا يعدونه أستاذاً وقدوة لهم .. لكن المحاضر أكمل كلامه قائلاً : هذه المرأة كانت أمي ..! عندها ضحك المتدربون ونهضوا واقفين وهم يصفقون بحرارة اعجاباً واحتراماً بعد أن كانوا على وشك البصق عليه.. تأثر أحد المتدربين بالموقف وأراد أن يقلد هذه المزحة .. فدخل على زوجته التي كانت تحضر الشاي له ولضيوفه في المطبخ وقال لها بصوت كله ثقة بقدراته الكوميدية : أريد أن أعترف لك بسر وهو أني قضيت أفضل سنوات حياتي في حضن امرأة غيرك ! الزوجة : ماذا تقول يا ابن الـ ...... ؟! " سكت المسكين لمدة 20 ثانية من هول صدمة ما سمع من بنت الناس (حرمه المصون) وحاول أن يُكمل النصف الثاني من المزحة .. لكن المسكين غاب عن الوعي .. وعندما أفاق وجد نفسه ممدداً على سرير احدى المستشفيات وقد غطت جسمه حروق من الدرجة الأولى ناتجة عن خليط من الماء المغلي بالسكر .. !! تذكرت ما ورد بعاليه وأنأ أحاول جرد كمية الكذب وأساليب التضليل الغبي والمزاح الثقيل التي مارسها نظام الرئيس صالح على الشعب اليمني على مدى ثلث قرن، لكني فشلت بامتياز لأني اكتشفت بأنها أكبر من أن تُحصى ليس من الناحية العددية فحسب بل من ناحية الحجم والوزن، فجميعها من ذوات الوزن الثقيل جداً التي لا يستوعبها ميزان و لا يناسبها معيار .. وقلت في نفسي لو كنا قد استفدنا من هذه الضخامة بالاشتراك في حلبات مصارعة السومو لكنا قد استحقينا بطولة العالم طوال تلك الفترة ولخرج الرجل مرفوع الرأس على الأقل بهذا الانجاز الذي كان سيحسب له ولأولاده وأحفاده من بعده. قد يقول قائل وقوله صحيح أن شعبنا المطحون هو الذي تحمل على كاهله عواقب وتبعات كل ذلك الكذب والخداع والتذاكي عليه، لكن ما لم يدركه النظام هو أن عدم الالمام بقواعد (الصفاط) الثقيل مع الشعوب .. كمثل عدم الإلمام بالأسلوب الصحيح لاستخدام البخور الذي يحاول استخدامه الآن للتغطية على روائح ضرطه التي فاحت وأزكمت أنوف عباد الله في مشارق الأرض ومغاربها .. وستكون نتيجته الحتمية هي حرق (العدة) .. والمثل الشعبي (المنسوخ) يقول: " اللي ما تعرفش تتبخر تحرق الزنّة " أو كما يُقال في الرواية الأصلية .. هذا ولكم تحياتي .. طارق الشيباني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق