الخميس، 24 أبريل 2014

الأوباش : (شيوخ القبائل )





كان قديماً شيخ القبيلة هو حكيموها و ومعلمها والمسؤول عن سن قوانينها ( أعرافها الغير مكتوبه ) وهو المعني بإصدار الأحكام التي تنبذ من خرج عن العرف القبلي السائد والذي كان تستمد قوانينه وأعرافه من الكتاب والسنة والذي كان يراعى فيه كل القيم السامية الأخلاق النبيلة والمثل والمبادىء الفاضلة ، أما في الوقت الحاضر فشيوخ القبيلة هم أشبة بقيطع من الأوباش وقطاع الطرق لا يحتكمون لعرف ولا لقانون وهو ما كان يعرف قديماً بالصعاليك رغم أن صعاليك الزمن الغابر كانوا يحلمون قيماً نبيلة وفاضلة فقد كان أحدهم يسلب وينهب الأغنياء والطغاة من أجل الفقراء وكثيراً ما كان ينتصر للمستضعفين ، أما شيوخ هذه الأيام فهم أحقر من أن نسميهم بالصعاليك إنهم أوباش وقطاع قطرق فحسب ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول أنه لا تزال فيهم ذرة من القبيّله (الأعراف القبلية السامية ).
ولو عدنا إلى الوراء بالتحديد من بعد الفترة التي قامت فيها ثورة السادس من سبتمبر وحتى اليوم لوجدنا أن هؤلاء الأوباش هم وحدهم السبب في كل المأسي والفتن التي تطحن اليمن فقد تآمروا على ثورة 26 سبتمبر وكانوا يريدون أن يعيدونا إلى حكم الأئمة البائد بعدما أغراهم الأمام البدر بحفنة من الريالات ، كما أنهم تآمروا على القضاء على الحلم اليمني بتأسيس دولة مدنية مكتملة الأركان بقياة الشهيد القائد إبراهيم محمد الحمدي الذي حاول أن يحيد من سطوتهم وتدخلهم في أمور الحكم فما كان منهم إلا أن تأمروا به وقتلوه بتواطئهم مع آل سلول بعد أن سقطوا في مستنقع العمالة لآل سلول ولمن يدفع أكثر.
وهاهم اليوم يتآمرون على هذا الوطن فنجد أن مناطق القبائل هي أكثر مناطق الإنفلات الأمني وتكثر فيها الصراعات المسلحة والتقطعات ، إنهم يحاربون المواطن في شخص الدولة، يقطعون الطريق ويضرون بمصالح الملايين من أجل مصلحة شخص واحد فقط ، ويضربون أبراج الكهرباء فيسقط المئات ممن هم بحاجة إلى التيار الكهربي في المستشفيات ومراكز الغسيل الكلوي وتتلف بضائع بملايين الريالات من أجل أن يطلقوا مجرماً هنا أو خارج عن القانون هناك ( بالله عليكم هذا هذه من عادات وأعراف القبائل ؟) 
خلاصة القول : أن شيوخ القبائل هم شر البلية الذي يعبث في حياتنا اليومية ، فهم من يشجع واللصوص وقطاع الطرق على القيام بعملية النهب والتقطع وهم من يقومون بالأختطافات وترويع الآمنين ، وهم من يشعلون الحروب والصراعات في مناطق مختلفة من اليمن ، إنهم العائق الوحيد أمام قيام دولة مدنية . بالله عليكم كيف لعميل أن يكون سنداً في بناء دولة وقد باع وطنه وباع نفسه مقابل الحصول على حفنة من الدولارات . أتمنى ألا أجد من يدافع عنهم هنا إلا بعد أن يعود بفكره إلى الوراء ويحاول أن يقيّم الإنجازات التي قام بها شيوخ القبائل حتى اليمن . كما أنني أرجو أن لا يلتمس لهم العذر بحجة أنهم ساندوا الثورة ونصروها وحموها فهم لم يناصرون إلا أنفسهم وما حموا إلا أموالهم التي كانوا يخشون أن يتم إعادتها إلى أصحابها الحقيقين ...فبعض هؤلاء الشيوخ باع ثلث اليمن ولا يزال يمتلك الثلث الآخر ويعتبرونكم خداماً لهم ومطية لتحقيق أطماعهم .
(عبَّاد قحطان )


الأحد، 6 أبريل 2014

ثورة الجياع:

الجوع كافر كما يقولون ، والجائع يتحول إلى وحش كاسر إن عَنَّ لأحد منا أن يسلبه لقمة عيشه التي يقتات عليها هو وأطفاله حتى وإن كانت لقمة صغيرة لا يمكن أن تشبع الأفواه النهمه التي تترصدها في الإناء أو حتى داخل أحد براميل القمائم الملقاة على على قارعة الطريق .وكما يقولون بأن الجوع هو صانع الثورات وكلنا على علم بأن الثورة الفرنسية قامت من أجل رغيف الخبز الذي كانوا يطالبون به الملكة ماري إنطوانيت فألتفت إليهم ساخرة وقالت إن لم تجدوا رغيف الخبر فعليكم بالباسكويت فأنفجر الجوعى غاضبين وأطاحوا بها وأقتحموا حصن الباستيل الذي كان يعج بالفقراء والجوعى ومن تجرأ وفتح فاه مطالباً بكسرة خبز تقيه آلام الجوع ، وفي عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب علق العمل بقطع يد السارق عندما شعر أن الجوع هو من دفع هذا اللص لأن يمد يدة لإنتزاع قوت أطفالة حتى وإن كان عن طريق السرقة ..فتخيلوا معي ما الذي يمكن أن يفعله الفقير إن لم يجد ما يسد به رقمه ولم يجد معه ما يسكت به صرخات أطفالة الذين أنطقهم الجوع ، حتماً لن يجد أمامة وسيلة عدى الفتك بأؤلئك المتخمين المترفين العابثين بكل النعم التي أنعم الله عليهم به ومع ذلك لا ينصتون لصرخات الجوعى على الأرصفة وفي مقالب النفايات ... إن ثورة الجياع قادمة إيها الأوباش فأحذورنهم فإنهم إن فاض بهم الكيل سيسحقون عظامكم ويلوكون أفئدتكم دونما رحمة ، فاخذاروا من غضبة الحليم إذا جهل.